قال وزير الخارجية الموريتانى الأسبق حمادى ولد حمادى إن الرئيس الموريتانى محمد ولد عبد العزيز تصرف مع مجمل أزمات القارة السمراء خلال السنوات الأخيرة بقدر كبير من الفاعلية والإيجابية والحرص على احتواء نقاط التوتر بحكم المسؤولية الأخلاقية له كأحد رموز القارة ورجالها فى الوقت الراهن.
وأضاف ولد حمادى فى ندوة مشتركة بين التلفزة الموريتانية والإذاعة الوطنية مساء اليوم الثلاثاء 24 يناير 2017 إن تدخله فى الأزمة الغامبية خلال الفترة الأخيرة هو استمرار لنهج رسمه فى أكثر من نقطة بالقارة السمراء ( الغابون/ ليبيا/ كوديقوار/ مالى/ افريقيا الوسطى)، كما أنه تكرار لحراك آخر قام به قبل ثلاث سنوات فى الدولة الغامبية ذاتها دون ضجيج إعلامى أو استغلال سياسى.
وكشف ولد حمادى عن وساطة ناجحة قادها الرئيس الموريتانى محمد ولد عبد العزيز فى غامبيا 2013 من أجل اقناع الرئيس السابق يحي جامى بالتوقف عن قرار أصدره بشأن اعدام مواطنى دولة أخرى لتورطهم فى أحداث سياسية داخلية (السينغال دون أن يسميها)، وهو مانجح فيه، بل إنه تسلم المدانين بالإعدام قبل تنفيذه وسلمهم للدولة الأخرى فى بادرة لقيت ترحيب مجمل الأطراف المعنية بالأزمة ساعتها.
وأعتبر ولد حمادى أن الرئيس الموريتانى محمد ولد عبد العزيز تدخل فى غامبيا ونجح فى نزع فتيل التوتر لقناعته بخطورة التدخل العسكرى الخارجى فى شؤون الدول، ولإحساسه كرجل دولة بضرورة تحمل المسؤولية الأخلاقية واحتواء أي توتر قد يشكل مصدر إزعاج لأي دولة بالقارة السمراء، ناهيك عن مكانة غامبيا لموريتانيا والدور الإقتصادى للجالية الموريتانية فيها، ومخاطر تحول غامبيا من دولة مستقرة إلى دولة فاشلة فى الغرب الإفريقى.
وأرجع نجاح الوساطة الموريتانية إلى النظرة التى ينظر بها مجمل زعماء القارة السمراء إلى الرئيس، باعتباره أحد الرجال القلائل فى القارة السمراء ممن آل إليه صنع القرار فيها، ويحسون بآلامها وآمالها ويتلمسون مجمل نقاط القوة فيها بغية تعزيز حضورها على المستوى الدولى، ومحاربة مجمل نقاط الضعف فيها لتظل متماسكة وقادرة على مواجهة التحديات.