في كل خرجة إعلامية هنالك مرسل لديه مجموعة من الرسائل يود إرسالها عبر وسائل الاعلام نحو جمهور محدد قد يكون داخليا وقد يكون خارجيا أو هما معا.
هنالك جمهور مهتم لديه تساؤلات نابعة من الاهتمامات ومن الاحتياجات المادية والمعنوية.
يفترض أن يكون لدى المرسل الرئيس طاقما استشاريا إعلاميا يضعه في صورة التوقعات كي لا يضل طريقه نحو الرأي العام وتصبح خرجته غير ذات بال.
وهنالك صحفيون محاورون يتحملون مسئولية جسيمة في تمثيل القراء والمستمعين والمشاهدين والإنابة عنهم في طرح أسئلة في السياق وخارج السياق قد لا ترضي المرسل.
المؤتمر الصحفي عملية اعلامية تفاعلية بامتياز ومن حق الصحفي خلاله أن يسأل في كل شيء وعن أي شيء .. ومن حق الرئيس أن يجيب أولا يجيب والحكم هو الشعب .. هو الرأي العام.
المؤتمر الصحفي امتحان لكل الأطراف وكما هو معتاد ففي كل امتحان يكرم المتلقي أو يهان.
في خرجة الرئيس مساء الأربعاء ينتظر الناس كحد أدني ما يلي:
ــ موقف حاسم من موضوع التعديلات الدستورية المثيرة للجدل وقل منهم من يعد مهتما بكيف تم التصويت الرافض .. هذا أصبح من الماضي.
ــ الرأي العام ينتظر موقفا واضحا بشأن التعديلات الدستورية هل يتم سحبها بصورة نهائية ويبقى على الشيوخ ويبرمج تجديدهم؟
أم يرتب لإعادتها من جديد؟ وبأية صيغة دستورية؟ ووفق أية آلية؟ وما مسوغات التمادي في طرحها رغم كلفتها المادية ورغم شح الوقت المتبقي من المأمورية الثانية؟ ورغم أنها لم تكن محط إجماع وأنها تعثرت ديمقراطيا في مسار طرحها الأول؟
ــ المواطنون يتطلعون هذا المساء إلى ترتيب الأولويات الوطنية وقسم غير قليل منهم يعتبرالتعديلات الدستورية المطروحة حاليا عبثا سياسيا ويرى أنه من الأولى أن تطرح مقومات الحياة المادية والمعنوية الصعبة لعموم المواطنين خاصة تلك المتعلقة بالغذاء والدواء والسكن والتعليم والصحة ومحاربة البطالة وتخفيض أسعار المواد الأساسية وتمديد سن التقاعد وتفعيل رعاية الفئات الهشة وابتكار آليات ناجعة للحكامة الراشدة تؤمن قضايا توزيع الثروة وممارسة السلطة وتحقيق المواطنة.
ــ المواطنون تعبوا من عذيطة أريبضات السياسة وينتطرون من الرئيس أن يتسامى فوق مكائدهم واراجيفهم التي تؤخر ولا تقدم.
ــ المواطنون ينتظرون من الرئيس أن يكنس محيطه ويوقف عنتريات الموالين وحروبهم الفئوية الجهوية المصلحية التي أنهكت الإدارة وأربكت عمل المرافق العمومية.
ــ المواطنون ينتظرون من الرئيس تلمس نبض الأغلبية الصامتة الصابرة المحبطة في طول البلاد وعرضها والتوجه إليها بما يبعث الأمل ويعيد الثقة التي أودت بها الوعود التي لا تحترم.
ــ المواطنون ينتظرون من الرئيس أن يكون فوق التجاذبات وأن يكون فاعلا لا مفعولا به ولا لأجله وأن يكون الفعل كله لفائدة الوطن والمواطن.
المواطنون ينتظرون من فخامته أن يؤكد بشجاعته المعهودة من جديد كلما قاله بشأن عدم رغبته في مأمورية ثالثة وأن يعلن عن إجراءات عملية تضمن التداول والتناوب بصورة ديمقراطية آمنة ومؤمنة.
ــ المواطنون لا يريدون ولا يتحملون توبيخ الشيوخ فقد مارسوا حقهم الدستوري وحسابهم متروك لناخبيهم ساعة الاقتراع.
ــ المواطنون ينتظرون خارطة طريق اقتصادية اجتماعية وسياسية واضحة المعالم لمآلات أمور البلاد على المديين القصير والمتوسط.
ومن أوهم الرئيس بغير هذه الاهتمامات فقد خدعه وخذله وزاد الطين بلة.
الظرف ظرف استثنائي فلتكن خرجة الرئيس استثنائية استشرافية لما سيكون.
عبد الله محمدو