العبث بالشيوخ

شكل رفض غرفة الشيوخ بالبرلمان الموريتاني للتعديلات الدستورية يوم 17/03/2017 مائدة دسمة لأهل السياسة والإعلام وأهل الثقافة وحتى الهواة الدهماء.

فسال حبر كبير وتكسرت أقلام ونظمت مسيرات لنصر افتراضي بطعم الخيانة.

وما أنا إلا من غزية إن غوت غويت       وإن يرشد غزية أرشدي

سأحاول أن أبين جملة من الملاحظات تبدوا لي واردة في هذا السياق.

  1. صوت لرفض هذه التعديلات 33 من غرفة الشيوخ الموقرة منها 12 من المعارضة و 21 من الأغلبية وهنا سأتحدث فقط عن شيوخ الأغلبية اللذين طعنوا أغلبيتهم من الخلف ولا يزالون مندسين بينها، فلو أن هؤلاء الشيوخ المحترمون أعلنوا للرأي العام معارضتهم لهذه التعديلات قبل التصويت عليها لأمكن تسميتهم أبطالا في أعين من يسير في تلك الطريق.
  2. أما وقد دافعوا في العلن وبكل صخب عن جدوائيتها وحين دخلوا إلى الستائر خانوا الله وخانوا أماناتهم فتلك لعمري خيانة دنيئة حسب قيم وأخلاق كل أهل الأرض.

إذا نقبوا القول قالوا فأحسنـــوا             ولكن حسن القول خالفه الفعل

قد ذموا لنا الدنيا يرضعون أفا              وقا حتى ما يـــدر لـــه ݛســل      

هيهات أيها المطاردون لخيط دخان فهناك معالم وتضاريس وحدود تفصل بين البطالة والخيانة وصدق الإمام الغزالي (طوبا لمن انتهت خيانته بوفاته)

وأنت أيها الشيخ النجدي وتقول لنا وأنت غارق في ضحكك الصاخب الذي لا علاقة له بالوجدان أنقشوا أسماء هؤلاء بالذهب على البرلمان. فهلا أعطيتنا هذه الأسماء لننقشها بالذهب أو الفضة؟ أو نقشتها أنت بثروة الشعب الموريتاني التي افترستها أيام سلطك عليها شيخ تربيتك في الفساد والنهب؟.

أراك أيها النجدي غارق في قهقهتك المزعجة وبجانبك راش تسلل إلى مجلس الشيوخ ليلة مشئومة من خلال مؤامرة تتشابه حد التطابق مع ما فعله زبنائه الشيوخ اليوم، قد افهم إعجابكم بالخيانة والخائنين والمتآمرين من باب أن الطيور على أشكالها تقع أما أنتم أيها الشيوخ فالشعب يعرف كيف أتيتم ومن أين أتيتم إلى مجلس الشيوخ.

فمنكم من وصل بعد وفاة شيخ نسأل الله أن يرحمه ومنكم من لم يستنشق رياح التغيير البناء التي حملها إلى موريتانيا فخامة الرئيس السيد محمد ولد عبد العزيز.

أيها الطيبون بالفطرة إن موريتانيا اليوم بقيادة سيادة الرئيس محمد ولد عبد العزيز تعيش في ديمقراطية تعددية لا ريب فيها، وتتصدر العالم العربي في حرية الإعلام وسجونها خالية من أي سجين رأي سياسي، وبالتالي ليس هناك داع للخديعة أو الخيانة اللهم إذا كان دافعكم إلى فعلتكم الطمع وقد يقتل الطمع كما قيل قديما.

على أننا نعرف أن مفردات هذه المرحلة لا يمكنكم التعايش معها فأنتم آخر فلول النظام البائد، فعلى سبيل المثال أن الشفافية في الاكتتاب في الوظائف العمومية التي أرساها وكرسها هذا النظام تشكل مصدر إزعاج لكم فأنتم كائنات تعيش على التسهيلات الخاصة وتعودت تعيين أبنائها في الوظائف السامية في الدولة دون أي أبسط مؤهل علمي.

ثم إن الشفافية والعدالة في منح الصفقات العمومية عامل إزعاج لكم حيث تعودتم المتاجرة بالصفقات العمومية عن طريق شركاتكم الوهمية وجاهزيتكم للرشوة والتحايل.

كما أن لجم القائمين على الشأن العام عن مال الشعب من خلال أجهزة رقابية صارمة وفعالة يشكل مصدر حرمان لكم.

ثم إن إشراك الشباب في بناء وتسيير بلدهم مسألة تغيظكم إذ تعودتم استغلاله في احتفالاتكم الكرنفالية واعتباره أداة لتنفيذ مخططاتكم لا شريك يطرح له حساب.

أشفق عليكم أيها الشيوخ فقد عبثت بكم كائنات مفترسة تعودت العبث بساكن أهل هذه الأرض، فالشعب الموريتاني ماض في إصلاحاته الدستورية الرامية إلى إرساء قواعد  نظام مؤسساتي متين يقف على رجلين:

أولهما مؤسسات دستورية قوية تساهم في ترقية نظام الحكامة في البلد.

والثاني : نظام اللامركزية يعتمد على مجالس محلية ستساهم دون شك في الكفاءة في الإنتاج والعدالة في التوزيع على عموم التراب الوطني.

 

 

وأخيرا نرفض العبث بالشيوخ

بقلم : سيداتي الخاطر أحمد أسقير