أثارت قنابل مقاطعة الرياض الأخيرة العديد من الأسئلة داخل الشارع الموريتانى، ودفعت بالداخلية والدفاع إلى فتح تحقيق موسع من أجل كشف لغز القنابل المتفجرة والتى أودت بحياة شخص واحد على الأقل خلال الأيام الأخيرة.
أبرز السيناريوهات التى توصلت إليها لجنة التحقيق الخاصة تشير إلى أن القنابل التى تم العثور عليها أو تلك التى تم تفجيرها سابقا من قبل الهندسة العسكرية تعود إلى فترة 2007 ، وتحديدا أيام تكليف الرجل القوى فى تنظيم القاعدة ساعتها "الطيب ولد سيدى عالى " بمهاجمة أهداف فى العاصمة نواكشوط بينها السفارة الإسرائيلية وميناء نواكشوط المستقل من أجل قتل بعض الإسرائيليين وسلب بعض الأموال المهمة لدى التنظيم المتمركز فى الشمال المالى.
السيناريو التى ذهبت إليه أوساط رسمية خلال الساعات الأخيرة – وفق مصادر زهرة شنقيط- هو أن العملية التى أستهدفت "ميناء العاصمة " كانت تخضع لتغطية أمنية محترفة من قبل عناصر التنظيم، حيث خطط ولد سيدى عالى ورفاقه للزج بعناصر ميدانية من أجل سلب الأموال التى تم رصدها خلال فترة سابقة، مع التمركز عند نقاط حساسة لتأمين طرق النجاة للخلية المكلفة بعملية السطو، أو نصب كمين لأي قوة عسكرية تقرر مغادرة العاصمة باتجاه الميناء لإحباط العملية أو اعتقال منفذيها.
ومن المحتمل أن يكون عناصر الكمين بقيادة ولد سيدى عالى قرروا التمركز قرب "كرفور باماكو" الطريق الإجبارية لأي قوة تتجه إلى الميناء، حيث توجد عدة بنايات مهجورة، وعدة طرق قادرة على تأمين المغادرة اذا تحتم اللجوء إليها، مع القدرة على الإضرار بأي قوة عسكرية تعبر "كرفور باماكو" باتجاه الميناء، وهو احتمال وارد فى حالة تعثر العملية أو رصد منفذيها، ولما يغادروا المنطقة المخطط لاختطاف الأموال فيها.
وترى السلطات الموريتانية أن الخلية المكلفة بتأمين ولد السمان ورفاقه، ربما غادرت المنطقة بأسلحة خفيفة تاركة القنابل خلفها، بعد أن تأكدت من نجاح العملية، ودخول الأموال ومختطفيها إلى العاصمة نواكشوط.
وتستشهد اللجنة بأن القنابل قديمة، وأنها من النوع الذى استعملته الخلية فى مهاجمة السفارة العبرية بنواكشوط سابقا (فبراير 2008) ، وأنها فى نقطة تعتبر من الناحية الإستراتيجية مكان كمين محكم، ربما كانت القاعدة تخطط لاصطياد الجيش أو الدرك فيه، فى حالة إعطاء الأوامر للقوات العسكرية بالتوجه للميناء من أجل تحرير الرهائن أو اعتقال المختطفين.