أجهش جمهور مسجد "مرمرة" بنواكشوط الشمالية بالبكاء خلال استماعه لخطبة بالغة التأثير، ركز فيها إمام المسجد محمد غلام ولد الحاج الشيخ على الرحيل المفاجئ لزميله ورائد العمل الخيرى بموريتانيا سيد أحمد ولد سيد الأمين (أدو).
وقال ولد الحاج الشيخ فى خطبته التى أبكت جمهور المصلين بالمسجد إن رحيل سيد أحمد ولد سيد الأمين ليست فاجعة لذويه فقط، ولخسارة للبلد الذى ينتمى إليه، ولكنه خسارة للأمة الإسلامية التى بكته كل سفاراتها المعتمدة فى الصين، وجالياتها المتواجدة فى آسيا، وضعفاء البلد الذى آمن به وكرس له حياته القصيرة بحساب الزمن العامرة بالخير والذكر والعمل الصالح ومساعدة المتحاجين وتعمير المساجد والمحاظر.
وأكد ولد الحاج الشيخ أن الراحل تولى بناء خمس مساجد فى الصين وحدها، وقاد الناس بأخلاقه ودعوته وتربيته إلى دين الله أفواجا، ورفض التهديد الذى تلقاه بالترحيل، وآزرته جاليات إسلامية رأت فيه ملامح الرجل الصالح والداعية الناجح، ناهيك عن أخلاقه وحسن معاملاته.
وذكر ولد الحاج الشيخ بأن الرجل أنتقل من مكانة اقتصادية كانت فيها زكاته 40 مليون أوقية، إلى وضع يحول فيه الحول ولا زكاة فى ممتلكاته. لقد كان ممن قال فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم أنهم أخذوا أموالهم وسلطوه على هلكته فى الحق.
يقولون معنا لازكاة لماله وكيف يزكى المال من هو باذله؟
ورأى ولد الحاج الشيخ أن الدرس الأهم للأمة ولرجال أعمالها ولفقرائها ولشبابها، أن الأمة لماتزال تنتج، وأن الدور الحقيقى للمال مكتسبيه، ليس فى كنزه كنزا، وإنفاقه على أهله مثل الحيوانات، بل مافعله سيد أحمد الذى أخذ المال من حله وسلطه على هلكته فى الحق والمعروف.
وقال ولد الحاج الشيخ إن الراحل كان مثل الجبال تحسبها هامدة وهي تمشى مشي السحاب، يتحر هادئ الخطى، متواضعا بشوشا، معلما للعلم داعما للفقراء،مخالطا للناس متواريا عن الأنظاار، لكن المسافة بينه وبين أقرانه سنين الضوء، منفقا أينما حالا، داعيا بالكلمة والخلق والعمل، منحازا للفقراء والمساكين،متواضعا برا بشوشا محل ثقة وتقدير من كل الذين عرفوه وعايشوه.