رفقا بنا

ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، من هذا المنطلق يجدر بنا تذكير حكومتنا أن مهمتهم الأساسية هي خدمة المواطن والسهر على مصالحه، وهذه أمانة أيما أمانة يجب على من تولاها أن يؤديها بأكمل وجه، فكيف بمن يحملها أن يثقل كواهلنا بأنواع الضرائب وأن يحملنا ما لا نطيق(أَوَ لَيْسَ فِي بَنِي فُلانٍ رَجُلٌ أَمِينٌ).

حسب التقارير الاقتصادية الوطنية فإن الإيرادات الضريبية لسنة 2017 بلغت 320 مليار أوقية، أي ما يمثل نسبة 69% من الميزانية العامة للدولة (461 مليار أوقية)،  نظرا لهذه المعطيات فإن الحكومة تُحمِّلُ المواطنين النقص الكامن في السياسات الاقتصادية المتبعة، وبعبارة أخرى فإن العجز في الميزانية تتم تغطيته بتعزيز العائدات الضريبية والدليل على ذلك التقرير السنوي الصادر عن البنك الدولي.

آخر مستجدات الضرائب في الساحة المحلية هو قانون السير الجديد وغراماته المجحفة التي أثارت الاحتجاجات في الأيام الأخيرة، وهذا يطرح تساؤلات عدة أهمها :  كيف بمن لم يحتج على إرتفاع أسعار المواد الغذائية أن يحتج على القانون الجديد؟ الجواب على هذا الإستفسار يمكن إختصاره في نقطتين:
-النقطة الأولى تتمثل في إمكانية أن العقوبات الجديدة هي القشة التي قصمت ظهر البعير، فالمواطن بعد قبوله بإرتفاع الأسعار جراء الضرائب لم يعد يتحمل أي ضرائب ومن أي نوع.
-النقطة الثانية تتمثل في حالة اللامسؤولية لدى السائقين وعدم وعيهم بمدى أهمية إحترام قوانين السير وما ينتج عن ذلك من مآسي. يجب علينا جميعا معرفة أن هذه القوانين صيغت للحد من حوادث السير والمحافظة على الأرواح والممتلكات، ومن طبقها فلا ضرائب عليه.
ملاحظات:

- يمكن للمسؤولين تخفيض الضرائب الجديدة مع إستخدام نظام رخصة السياقة بالتنقيط الذي أثبت نجاعته في عدة بلدان.
-على من يقوم بأي إضراب أن يراعي السلمية في نشاطه وأن ينظمه بدقة لكيلا يدع مجالا لإندساس أي مجموعات تريد أن تنفذ أجندات لا تخدم الوطن ولا المواطن.
لا يخفى على ولاة الأمور أن المواطن هو من أتى بهم لخدمتهوعليهم الرفق به  إن أرادوا أن يُؤْتَى بهم مجددا (لست من دعاة المأمورية الثالثة) أو يُؤْتَى على ذكرهم على الأقل ، وذلك من أجل مصلحته مأولا قبل مصلحة المواطن ، قال رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام: « اللَّهُمَّ مَنْ وَلِىَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِى شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ وَمَنْ وَلِىَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِى شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ ». رواه مسلم
أستغفر الله العظيم رب العرش العظيم وأتوب إليه والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.

المهندس محمدو خطري