الكشف عن ملامح الخطة الداخلية لمواجهة القمامة بالمنطقة الحرة / خاص

تعمل الحكومة الموريتانية جاهدة خلال الأسابيع الأخيرة من أجل مواجهة أطنان القمامة المنتشرة بأغلب شوارع العاصمة نواكشوط، وسط عجز فاضح للشركات المكلفة بتسيير المجال من قبل الحكومة الموريتانية، وضعف شديد فى رقابة المجموعة الحضرية للأشغال المقام بها داخل العاصمة نواكشوط.

 

وتقول مصادر زهرة شنقيط إن تعليمات رئاسية صدرت للأطراف المعنية بالملف باتخاذ كل التدابير اللازمة من أجل انهاء الوضعية القائمة فى أغلب مقاطعات العاصمة، والعمل من أجل الاستفادة من تجربة "المنطقة الحرة" فى نواذيبو، والتى باتت أحسن المدن خلال الفترة الأخيرة من حيث النظافة ومتابعة الأشغال المقام بها من قبل الشركات الوطنية المستثمرة فى المجال.

 

وتقول مصادر زهرة شنقيط إن المنطقة الحرة بنواذيبو أعتمدت سنة 2014 خطة جديدة لمواجهة واقع المدينة الصعب، فى محاولة لتحسين صورة المدينة والتغلب على المعضلة التى أرقت المجالس المحلية المتعاقبة وشوهت مظهر العاصمة الاقتصادية خلال السنوات الأخيرة.

وبموجب الخطة التى تم إقرارها من المجلس الأعلى للمنطقة الحرة تم تقسيم العاصمة الاقتصادية إلى خمس مناطق، وتم منح كل منطقة لشركة محلية مقابل دفتر التزامات محدد، مع التأكد من جاهزية الشركة للقيام بالمهمة، من حيث الوسائل المتاحة للاستغلال والعمالة المكلفة بتسيير الملف.

 

لكن مع انطلاقة العملية تم إبلاغ كل شركة بضرورة القيام بالمهمة على أكمل وجه أو الاستعداد لعقوبات مالية صارمة ، تبدأ من خصم بعض المستحقات الممنوحة لها، وقد تصل حد سحب الرخصة وإلغاء الاتفاق الموقع مع منطقة نواذيبو الحرة، ناهيك عن سلسلة من الإنذارات اليومية الهادفة إلى لفت الانتباه وتوثيق الوضعية محل الاختلاف، والعمل من أجل احتواء الأمور قبل تفاقمها.

 

ومن أجل متابعة الأشغال تم تكليف ديوان رئيس المنطقة الحرة والأمين العام للسلطة بمتابعة سير الأشغال من خلال تكليف كل مدير أو مستشار بمنطقة محددة، يتابعها بشكل يومى، ويعد تقريره النهائى عنها نهاية الدوام، من أجل اتخاذ التدابير اللازمة لمعالجة الوضعية قبل استفحالها.

 

ويقوم المدير المكلف بالمقطع من التأكد فور وصوله لمقر العمل من عدد العمال المستخدمين فى العملية والآليات الموجودة لدى الشركة والنقاط التى تم التعامل معها، والكمية التى تم نقلها إلى المكب الرئيسى، والقيام من وقت لآخر بجولة فى المدينة من أجل التأكد من سلامة المعلومات المتوفرة عليه، ومشاهدة النقاط المحددة لرمي الأوساخ وآليات التعامل معها.

 

وفى المساء يعقد اجتماع النظافة بقيادة رئيس السلطة أو الأمين العام، وتستعرض فيها التقارير الدورية عن عمل الشركات المكلفة بتنظيف العاصمة الاقتصادية، وفى حالة وجود تقصير يتم تحرير تنبيه بشكل فورى للشركة والاتصال بالقائمين عليها، وفى حالة وجود نقطة من الأوساخ لم يتم التعامل معها خلال 24 ساعة تتدخل المنطقة الحرة بآلياتها الخاصة والعمال التابعين لها من أجل إزالة الأوساخ وتأمين الوضعية فى انتظار التواصل مع الشركة، مع قطع الأتعاب والمبالغ التى تم إنفاقها من حساب الشركة نهاية الشهر.

 

كما احتفظت المنطقة الحرة بإدارة مكب النفايات خارج العاصمة الاقتصادية (10 كلم) من أجل مراقبة أداء الشركات ومعرفة الكميات التى يتم استخراجها بشكل يومى، وفى حالة لاحظ مندوب المنطقة الحرة وجود نقص فى الكميات المستجلبة من المدينة يتم التبليغ عن الموقف، ويتم الاتصال نهاية الدوام بالشركة لمعرفة الأسباب وراء نقص الكمية، وهل الأمر عائد لضعف الكميات الموجودة من الأوساخ أو لتراجع مستوى العمل أو لضعف الموارد المستخدمة من قبل الشركة (الآليات والعمال).