أبرز كواليس زيارة ولد حدمين لمقاطعة باركيول / صور

بعد أشهر من الصراع داخل دوائر السلطة الحاكمة بموريتانيا حط الوزير الأول يحي ولد حدمين الرحال بمقاطغة باركيول أبرز المعاقل المحسوبة على سلفه الوزير الأول مولاي ولد محمد لغظف، وسط مقاطعة معلنة من بعض منتخبى المقاطعة والفاعلين فيها.

غير أن المخاوف من تأثير الخلاف المتنامى على الزيارة وعجز المقاطعة عن فرز أي إطار خلال السنوات الأخيرة بفعل التهميش فى الدوائر الإدارية والجهاز التنفيذى دفع بالوزير الأول إلى الاستعانة بأطر مقاطعة كرو المجاورة، تحضيرا للزيارة وتعويضا لغياب بدت ملامحه واضحة من أول ليلة أقرت فيها الزيارة بمنزل المدير العام المساعد للأمن الوطنى المفوض الإقلميمى محمد الأمين ولد أحمد الغائب الحاضر  فى زيارة المقاطعة.

وقد أفرز الحراك الأخير زيارة ميدانية بجمهور كبير ومطالب أكبر.

وهذه أبرز كواليس الزيارة :

 

(*) قرر أطر مقاطعة كرو تنظيم استقبال رسمى وشعبى للوزير الأول عند منعرج "باركيول / الغايرة"، بعدما تقرر استنثاء "كرو" من الزيارة الحالية.

وشارك فى الاحتفال أغلب أطر ولاية لعصابة، وسط ارتفاع مذهل لدرجة الحرارة، واندفاع أغلب المشاركين فى الاستقبال نحو الأشجار القريبة، بينما تم نقل بعض المستضعفين إلى المنطقة فى سيارات تابعة لعمدة بلدية "كرو" من أجل المشاركة فى الاستقبال، بينما غاب سكان "الغايرة" المجاورة دون معرفة الأسباب.

(*) تم تنظيم عرض عسكرى للوزير الأول عند حدود الولاية شاركت فيه فرقة من الحرس، بحضور الوالى وقادة الأجهزة الأمنية وممثلى الدوائر الإدارية بالولاية والفاعلين فيها.

(*) قبل الوصول إلى باركيول تم تنظيم عرض جماهيرى من طرف سكان "أتويشط" ، وهو تحالف داعم لوزير الخارحية الأسبق محمد عبد الرحمن ولد أمين، الذى غاب عن المشهد تاركا نجله الضابط بجهاز الجمارك "الدي ولد أمين" من أجل تولى المهمة بعد أن قرر النزول للمقاطعة من أجل التعبئة لصالح التعديلات الدستورية والمشاركة فى الاستفتاء بدل المرابطة فى مقر عمله بمنطقة 55 على الحدود الموريتانية الشمالية.

وفى أطراف مدينة "باركيول" تم تنظيم استقبال شعبى شارك فيه وجهاء المنطقة وغاب أبرز منتخبيها، بينما أختار الوزير الأول السير على الأقدام لتحية الجماهير فى تقليد واضح لسلوك الرئيس محمد ولد عبد العزيز وطريقة تعامله مع الزيارات الميدانية، وهو أمر أرهق مديرة الديوان ومفوضة الأمن الغذائي وبعض مستشارى الوزير الأول، وحاولت وزيرة الإسكان أن تحافظ على الصف الأول مع الوزير الأول وكبار معاونيه.

 

بعد انتهاء الاستقبال عادت كل مجموعة إلى الخيام الخاصة بها، وسط فرز سياسى واضح بالمنطقة، وكانت تجمع "لعويسى" الأكبر من حيث الحشد والحضور، وسط طموح انتخابى متصاعد لرجل الأعمال "محمد المصطفى ولد زيدان" والتحالف الداعم له، بعد أن رفض فك الارتباط مع الحزب الحاكم خلال الفترة الأخيرة، رغم تخلى بعض المنتخبين المنتمين له عن المكانة التى كانوا يشغلونها، وجنوح البعض إلى الطرف المناوئ للتعديلات الدستورية داخل مجلس الشيوخ وخارجه.

(*) طيلة الزيارة ظهر وزير الصيد النانى ولد أشروقه فى حالة من الفراغ أثار تندر البعض، باعتبارها أول مرة يشاهد فيها وزير داخل تشكلة حكومية فى الوسط الذى ينتمى إليه، وهو فى حالة فراغ غير مسبوقة، دون وجيه معاون أو شباب متحمس أو أصدقاء طفولة يحتضنون الوزير خلال مقامه بمنطقة "الغايرة" أو "باركيول" المجاورة.

(*) حاول رئيس سلطة تنظيم النقل سرقة مجهود السكان من خلال حجز واجهة المنصة للافتات الجماعة التى أسس بعد تعيينه ( جماعة الخير)، دون أن يكون له وجود على الأرض أو جمهور داعم.

(*) ظل عمدة "كرو" متمسكا بالحزب الذى ينتمى إليه (الفضيلة) وحرص تحالف "كلير / مركز لعويسى" على التمسك بالحزب الحاكم من خلال اللافتات والتحضير، بينما توارى البعض خلف أسماء المناطق التى ينتمى إليها أو الشخصيات المؤثرة فى المشهد وهي قليلة بفعل ضعف الحضور فى الدولة وصناعة القرار فيها.

وصل الوزير الأول إلى المنصة بعد أن أكتمل الحضور عليها، وأبعد بعض النواب والأطر من الواجهة لصالح الوفد المرافق للوزير الأول، وحرص أغلب من أستقبل الوزير الأول بمنطقة "الغايرة" على مرافقته إلى "باركيول"، بينما غاب شيخ المقاطعة ونائبها الأبرز فى البرلمان محمد ولد ببانه عن المشهد بشكل كلى.

(*) حرص الوزير الأول وتحالفه على أخذ مواقف معلنة من عمد المجالس المحلية حول التعديلات الدستورية والمأمورية الثالثة، لكن عمدة "كلير" المعارض رفض مسايرة الركب، رغم الضغوط التى مورست عليه علنا على المنصة، قائلا إنه يدعم أي تصرف يعزز أمن البلد وانسجام مكوناته ويعارض أي تصرف يهدد وحدة الشعب أو يزيد الفرقة بين السكان مهما كان. دون أن يخوض كبقية زملائه فى ملف المأمورية الثالثة الذى كان محل تواتر من العمد طيلة المهرجان الخطابى بالمقاطعة.

لم يخف ولد حدمين غبطته بدعوات العمد العلنية للمأمورية الثالثة خلال مهرجانه، وحاول طمأنة الممتعضين على المطالب التى طالبوا بها، وخصوصا تلك التى ألتزم بها الرئيس محمد ولد عبد العزيز خلال الفترة الماضية، والمتعلقة بالمياه والتعليم وفك العزلة عن السكان .