شكلت دعوة الرئيس محمد ولد عبد العزيز لوزيره الأول السابق مولاي ولد محمد لغظف، وتعامله مع محافظ البنك المركزى السابق سيدى أحمد ولد الرايس فى تيرس زمور رسالة سياسية بالغة التأثير فى محيط الرئيس السياسى وطاقمه الحكومى الحالى.
داخل الوفد الرسمى وبدعوة مستعجلة من الرئيس، محتفظا بمكانه المعتاد (ابروتوكوليا) كأمين عام للرئاسة جلس مولاي ولد محمد لغظف على منصة الشرف منهيا الجدل الذى دار حول مستقبله السياسى خلال الفترة الأخيرة، ومفندا حجج الخصوم ودعاية بعض مناوئيه فى التشكلة الحكومية وخارجها.
لم يصرح الرئيس لكنه فعله أبلغ من الكلام، ولم يعلق ولد محمد لغظف لكن عيونه باحت بكل مكنون بعد طول انتظار، لقد خاب رهان قوم توهموه أنتهى سياسيا، وعض البعض أصابعه اليوم حسرة بعد أن تخلى عن حليفه يوم سقط فى مرسوم رئاسى مفاجئ من تولفة حكومية غير متجانسة وكال لخصومه من المدح والثناء الكثير، بعد أن توارى ولد محمد لغظف خلف أبواب منزله فى الضاحية الشمالية لمقاطعة تفرغ زينه، بعد تسع سنين من دهاليز السلطة والمشاركة فى صنع القرار.
وغير بعيد من الوزير الأول السابق مولاي ولد محمد لغظف جلس وزير المالية الأسبق ومحافظ البنك المركزى السابق سيد أحمد ولد الرايس ، لكن الرئيس لم يتركها للصدفة ، بل شق طريقه للسلام على الرجل الذى كان يهمس فى أذنه عن قرب ، قبل أن تطيح به وشاية من هرم المؤسسة الاقتصادية الأهم بموريتانيا.
يقول أنصار الرئيس وبعض صناع الرأي فى معسكر الأغلبية إن المراحل الدقيقة والحاسمة من عمر الدول تحتاج إلى رجال الثقة والخبرة، بدل الفاعلية والتجاذب الداخلى ، وإن الطاقم الذى عبر به ولد عبد العزيز مرحلة 2009 قد يعاد ترميمه ، بعد تآكله وتناثر رجاله داخل معسكر يحتاج إلى أكثر من قرار.