هل خطط "البيظان" فى المغرب لتأديب "شباط"؟

حمدى ولد الرشيد / قيادى بحزب الإستقلال فى المملكة المغربية

شكل السقوط المدوى لرئيس حزب الاستقلال " عبد الحميد شباط" نقطة تحول بالغة فى مسار الحزب، بعد أن تمكنت كتلة "البيظان" داخل الحزب من تحريره بقوة المال والحضور من زعيمه الشعبوى عبد الحميد شباط، ومجمل المقتدين به داخل الفترة الأخيرة.

 

الأزمة السياسية بين موريتانيا والمغرب ساهمت بقوة فى التعجيل بقرار الحسم، بعد أن تكفل "الحاج" حمدى ولد الرشيد بإنهاء مسار رفيقه "عبد الحميد شباط" داخل حزب الاستقلال، بفعل الإحراج الشديد الذى تسبب فيه لمجمل الصحراويين، بعد أن كانوا خلال السنوات الأخيرة أهم جسر يربط بين "الاستقلال"  المعروف بسياساته التوسعية سابقا، وبين الأحزاب الفاعلة بموريتانيا، وخصوصا تلك الموجودة فى السلطة منذ وصول الرئيس محمد ولد عبد العزيز.

 

صمت مطبق قابله به الحاج حمدى ولد الرشيد تصريحات شباط الأخيرة، مع إعداد جيد للإطاحة به فى أول مؤتمر يعقده الحزب ، بعد أن فشلت الخطة الأولى الرامية إلى إجباره على الاستقالة بعد بيان 33 الذى وقعه ولد الرشيد وبعض أقران "شباط" الطامحين لقيادة الحزب بعد رحيله.

 

إعداد أثمر سيطرة مطلقة لولد الرشيد على المكتب التنفيذى للحزب بعد أن أقصى جناح شباط بأغلبية مريحة ونصب "نزار بركه" أمينا عاما لحزب الاستقلال للحزب ، ومكن لنفسه وابنه فى حزب "الاستقلال" بأغلبية غير قابلة للتشكيك.

 

ومع فوز ولد الرشيد بالمرتبة الأولى فى المكتب التنفيذى بمعدل 710 أصوات ، كانت الأمور تسير وفق المخطط له، لقد أطيح بشباط ورفاقه، حتى المراهق الذى كرس نفسه للدفاع عن رئيس الحزب والتأكيد على تصريحاته، رفض ولد الرشيد عودته ثانية للمكتب التنفيذى ولو من بوابة الشباب.

 

موقف ولد الرشيد عززته وجوه أخرى من شريحة "البيظان" ، حيث تمكن "النعمه مياره" من العبور نحو المكتب التنفيذى بمعدل 499 صوتا، و"شيبه ماء العينين" بمعدل 433 صوت، و"مريم ماء العينين شبيهنا" عبر لائحة النساء بمعدل (512 صوتا) ، و"سيدى محمد ولد الرشيد" (نجل حمدى ولد الرشيد) عبر لائحة الشباب بمعدل (538 صوتا)، و"منصور لمباركى" عبر نفس الكتلة بمعدل (446 صوتا)، ليضمن ولد الرشيد ورفاقه كتلة فاعلة ومؤثرة فى مسار حزب الاستقلال.
خيط ألتقطه حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم (رأس الحربة فى المواجهة الأخيرة مع الرباط)، فأبرق مهنئا بانتخاب الأمين العام الجديد للحزب. تهنئة تحمل فى طياتها تعبيرا عن الارتياح للموقف الذى قاده حمدى ولد الرشيد ضد خصمه وخصم الشعب الموريتانى بعد زلة لسانه الأخيرة.