يتجه الرئيس الموريتانى محمد ولد عبد العزيز إلى إقرار أكبر تغيير فى الخريطة السياسية بالعاصمة نواكشوط خلال الانتخابات التشريعية 2018 بعد عشر سنوات من وصوله لسدة الحكم، فى محاولة لإعادة الاعتبار لأطر العاصمة والفاعلين فيها، ومنح السكان فرصة لاختيار ممثليهم فى البرلمان على أسس الشراكة والمصير المشترك.
وتقول مصادر زهرة شنقيط إن خطة الرئيس الجديدة تهدف إلى وضع حد للتلاعب بأصوات الناخبين، بعد أن باتت اللائحة الجهوية لنواكشوط بوابة لعبور بعض رجال الأعمال والشخصيات والأحزاب غير المرتبطة بالمواطن، حيث سجل فوز أكثر من حزب بمقاعد داخل العاصمة دون أن يكون له فيها مستشار بلدى واحد!.
كما أن بعض المقاطعات فى الداخل يحتاج النائب فيها للحصول على 30 ألف صوت للفوز بالمقعد، بينما يفوز آخرون بمقعد داخل البرلمان بمجرد الحصول على 1500 صوت، مع أن المقاطعات التسعة بنواكشوط لايوجد لديها تمثيل فى الجمعية الوطنية معترف به من قبل ساكنيها.
وتشير مصادر زهرة شنقيط إلى أن الرئيس محمد ولد عبد العزيز خلال جولته الأخيرة لم يستقبله أي نائب من الأغلبية أو المعارضة ، بينما أستقبل من طرف مجمل العمد، ويرجع السبب إلى أنه لايوجد نائب فى نواكشوط يحسب نفسه على مقاطعة بعينها، بل إن البعض لايمارس السياسية أصلا بالعاصمة، وإنما ترشح لها فى الانتخابات الأخيرة للاستفادة من اللائحة الجهوية المعمول بها سابقا.
وتقوم فكرة الإصلاح الانتخابى الجديد على التعامل مع العاصمة ككل الولايات، بعد أن باتت ثلاث ولايات منفصلة فى الإدارة والتسيير والأمن، وهو مايجعل من الاحتفاظ باللائحة الجهوية إرباكا للمشهد، وتراجعا عن لامركزية تم إقرارها من قبل الحكومة خلال السنوات الأخيرة.
وتقول مصادر زهرة شنقيط إن خطة الرئيس تعتمد زيارة المقاعد المخصصة لنواكشوط والإبقاء على النسبية فى خمس مقاطعات، بينما تحسم أربع أخرى بالأغلبية المطلقة.
وحسب ما حصلت عليه زهرة شنقيط من معطيات فقد تقرر منح "الميناء " أربعة مقاعد، و"الرياض" ثلاثة مقاعد، و"عرفات" أربعة مقاعد، و"توجنين" أربعة مقاعد، و"دار النعيم" أربعة مقاعد، بينما تم منح "تيارت" مقعدين، و"لكصر" مقعدين، و"تفرغ زينه" مقعدين، و"السبخة" مقعدين.
وترى الأطراف الممسكة بزمام الأمور فى البلد أن رفع المقاعد المخصصة للنواب فى العاصمة نواكشوط إلى 29 مقعد، مع الإبقاء على النسبية سيزيد من حظوظ الأحزاب السياسية الجادة، مع فتح المجال للمنافسة القوية بين القوى الفاعلة فى كل مقاطعة، ودفع المترشحين إلى تقديم برامج مقنعة والقيام بالخدمة المطلوبة للمحافظة على ناخبيه.
كما أن وجود كتلة من النواب مرتبطة بالسكان وممثلة لهم، ستدفع بعض الأطر إلى ممارسة العملية السياسية فى نواكشوط والحرص على تنمية المقاطعات التى ينتمون إليها، بدل الذهاب إلى الداخل من أجل منازعة الآخرين مقاعد محدودة، والتعامل مع العاصمة وكأنه ضيف أو عابر سبيل.