عمدة لكصر : واجهنا ظروفا صعبة لكن بالإرادة تمكنا من قهر الظروف

قال عمدة بلدية لكصر "محمد السالك ولد عمار" إن المجلس البلدى الذى أنتخب نهاية 2013  واجه ظروفا بالغة الصعوبة ، بفعل واقع البلدية المزرى والأزمة بين البلدية والعاملين فيها، مع صورة مهزوزة فى الرأي العام أثرت على تعامل المجتمع معها خلال الفترة الأولى من التسيير.

 

وأضاف ولد عمار – أصغر عمدة بالعاصمة نواكشوط- إنه تسلم بلدية عاجزة منذ سبعة أشهر عن دفع رواتب العاملين فيها، ولديها قطيعة مع مجمل المنشآت التربوية والثقافية، وتفتقد لرؤية ناظمة للتسيير أو التعامل مع الجمهور، الذى يشكل أبرز رافد للدعم المالى وأبرز حاضنة اجتماعية يمكن التعويل عليها.

 

لكن أمور يقول ولد عمار ساهمت هي الأخرى فى منحنا فرصة لتغيير الواقع والقيام بإضافة نوعية خلال السنوات الأربع الماضية، مع جهد كبير بذله المجلس البلدى وظروف سياسية ساهمت فى منح الشباب فرصة للتسيير والإدارة والمشاركة فى الشأن العام بموريتانيا.

 

وعن أهم خطوة عاشها خلال السنوات الماضية قال ولد عمار إن اختياره بالإجماع كعمدة – بعد انتقال العمدة السابقة إلى المجموعة الحضرية-  كان أهم رسالة تسلمها من المجلس الحضرى، حيث أتفقت الأغلبية (الاتحاد من أجل الجمهورية) والمعارضة (تواصل) على تزكيته بالإجماع كعمدة لبلدية لكصر، وهو سلوك تمت ترجمته إلى تعاون كبير بين مجمل أعضاء المجلس البلدى طيلة الفترة الماضية، من خلال تعزيز الشراكة فى التسيير واتخاذ القرار وأخذ مصالح البلدية بعين الاعتبار عند التصويت وتشكيل اللجان والفرق المختصة بالمراقبة وأماكن التدخل.

 

إجراءات لضبط البلدية وأخرى لتفعيل الشغيلة

 

وقال ولد عمار إن أول خطوة أتخذها كانت الاجتماع بمجمل العمال فى المجلس البلدى وإبلاغهم بشكل صريح أن فترة من العمل قد بدأت وأن ملامحها تختلف عما عهدوه، لكن إذا وفقوا فى مجاراة الإصلاح المقام به ستكون الاستفادة أكبر لهم كعمال وللبلدية كمؤسسة وللمجتمع الذى أختار المجلس البلدى ويتولى صرف رواتب العمال ومنحهم بشكل دورى ومنتظم.

 

وقال العمدة إنه تعاقد مع مؤسسة مستقلة لضبط الوعاء الضريبى بالبلدية عبر إحصاء شامل لمجمل المحال التجارية بلكصر، ومنع أي خرق لأصول المعاملات المتعارف عليها، مع تشكيل لجان مسؤولة عن التحصيل وأخرى تتبع له بشكل مباشر مهمتها المراقبة الدائمة، مع التعامل مع خبير من إدارة الرواتب بالمالية من أجل تنظيم المحاسبة وضبط رواتب العمال، وفق الأصول القانونية المعمول بها، بدل ترك الأمور للميزاج والعلاقة بالعمدة، وهو مارفع من رواتب الموظفين وأعاد ترتيب الأمور بشكل كان له الأثر البالغ على تسيير العمل وانسجام العمال مع الخطط المعمول بها.

 

تدخل مدروس

 

وقال العمدة إن المجلس أنتقل من تسوية مشاكل البلدية وعقلنة العمل بها إلى التدخل لصالح المجتمع، وهو الهدف الأول من المجالس المحلية والمنتخبين فيها.

 

وقد كان التركيز فى البداية على ترميم المدارس الإبتدائية كافة بالمقاطعة، والتدخل أيام الامتحانات ومساعدة التلاميذ الأيتام وبعض المعوزين والفقراء، مع التدخل فى المراكز الصحية وخصوصا مركز "الحاج" أقدم مركز بالمنطقة، والذى كان يعانى من محاصرة المياه وقطع الطرق فى فصل الخريف.

 

كما تم تقديم يد العون للفقراء فى رمضان والمساجد والمحاظر، ضمن مساعدة ثابتة يستفيد منها القائمون على التعليم المحظرى بالمقاطعة، واستغلال طاقة النخبة الشبابية بالمنطقة من أجل فعل الخير والقيام بأعمال طوعية مكنت من إعادة الاعتبار لملعب المقاطعة والذى يستعد الآن لاستقبال بطولة كأس العمدة، بعدما كان غابة يصعب المرور منها ومأوى للجريمة المنظمة.

 

ويقول العمدة إن واقع المجلس البلدى تغير خلال الفترة الأخيرة للأحسن، لكن لايزال السكان بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد، ولاتزال صورة البلدية – رغم ترميمها – بحاجة إلى المزيد من الجهد من أجل إقناع السكان بها، فالسكان فى النهاية هم الجهة المستهدفة بالعمل وهم الجهة الممولة للأعمال، بحكم اقتصار الموارد على الضرائب السنوية، وضعف المردودية المتوقعة للصندوق الجهوى للتنمية الذى كان ظالما لمقاطعة لكصر بفعل الإحصاء الأخير ( إحصاء 2013) وهو أبرز معيار أعتمدته الداخلية فى توزيع الصندوق واستفادة المجالس المحلية منه.

 

ويتحدث العمدة عن تعزيز الشراكة مع بعض الجهات الخارجية من اجل تحصيل فرض للتكوين وتبادل الخبرات، كما هو الحال مع "جماعة فاس" بالمملكة المغربية، ناهيك عن الدور الثقافى للبلدية خلال الفترة الأخيرة، بعدما تحولت من مركز مهجور إلى حاضنة لشباب لكصر، الذى يتميز هو الآخر بالوعي المدنى والحيوية والإنتماء الكبير للمقاطعة.