قال أستاذ علم الاجتماع بجامعة نواكشوط محمد ولد سيد أحمد فال (بياتى) إن الدور الموريتانى المتصاعد فى منطقة الساحل والصحراء له مايبرره، وإن الاتحاد الأوربى وفرنسا المتورطة فى المنطقة تذرك ذلك أكثر من غيرها، لذا كانت المواقف الموريتانية فى ملف القوة العسكرية المشتركة حاسمة وذات تأثير كبير على مجريات التفاوض مع الفرنسيين أو فى مجلس الأمن.
وأضاف ولد سيد أحمد فال فى تصريح لموقع زهرة شنقيط اليوم الخميس 22 فبراير 2018 إن موريتانيا فضاء استراتيجى له دور كبير فى أمن القارة الأوربية خلال السنوات الأخيرة، عبر تحصينها من الهجرة العابرة للحدود وشبكات التهريب والإرهاب، ولديها تأثير متصاعد فى منطقة الساحل بحكم الإستراتيجية العسكرية والأمنية الحالية، مع تدخلها العسكرى المباشر فى العديد من المناطق الحساسة كوسط إفريقيا وساحل العاج والسودان وجمهورية مالى المجاورة.
وأعتبر ولد سيد أحمد فال أن الحرب المتوقعة ضد القاعدة وأخواتها بالمنطقة تحتاج إلى الإعداد العسكرى والخبرة الأمنية والتحالف مع الدول الأوربية والإفريقية المعنية بالظاهرة، لكنها تحتاج كذلك إلى تسوية المظالم القائمة فى الشمال المالى، والعمل من أجل حل فتيل الأزمة السياسية والغبن القائم منذ عقود بمناطق واسعة من الساحل والصحراء، من أجل تقويض المبررات التى اعتمدتها الجماعات المسلحة، وإشراك أصحاب المنطقة فى حرب هم أول المتضررين منها وأكثر المستفيدين من نتائجها فى حالة نجاح القوة فى فرض الاستقرار ودولة القانون بالمناطق المذكورة.
وأكد ولد سيد أحمد فال على ضرورة اهتمام القوة المشتركة بملفات أخرى حيوية كالصحة والتعليم ورفع المظالم القائمة، إلى جانب دورها القتالى، لأن مظلمة الشمال المالى كانت أبرز أسباب الظاهرة ومصدر تجنيد مهم للقائمين عليها.