قال رئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم بموريتانيا سيدى محمد ولد محم إن الأيام التشاورية الجارية تعتبر "وقفة تأمل ومراجعة مع الذات لا غنى عنها، لحظة مراجعة وتقييم وإعادة الحسابات من أجل أن نعود أقوى مما كنا عليه".
وأضاف ولد محم فى خطاب ألقاه أمام حشد من أطر الحزب وأعضاء الحكومة وأنصار الاتحاد من أجل الجمهورية بقصر المؤتمرات بنواكشوط مساء اليوم الجمعة 2 مارس 2018 "لنتعلم من أخطائنا وعثرتنا، ولسند الثغرات في جدران بيتنا، ولنبني حزبا قويا في الحكم، لا قويا به، يستعصي على الكسر ولا يرسم للعطاء السياسي حدا، وعلى لظى ونار النقد الذاتي ننقي معدننا النفيس من شوائبه، ونواصل المسير بشكل لا يعرف التوقف".
وأضاف " لقد بلغت الحريات الفردية والجماعية انتظاما وتعبيرا واعلاما أقصى مدى، وأثمرت الحوارات المتعاقبة نهجا مميزا في التعاطي الديموقراطي مع أطراف العملية الديموقراطية يتعالى على مفاهيم المحاصصة في الشأن الوطني، كما أعطى نتائج تاريخية عززت من ديموقراطيتنا ومن ملاءمتها لحقائق واقعنا وخصوصياته".
وتابع ولد محم قائلا " لقد أثمرت الحرب على الفساد مسلكا وثقافة اجتماعية قبل أن توفر موارد، وتقلصت مفاهيم استباحة المال العام إلى حد أدنى، وتم بناء أقوى منظومة أمنية ودفاعية عرفها تاريخ البلد، وأبعد شبح الإرهاب بعيدا عن حدودنا بعد أن كانت شوارع انواكشوط ساحته الأولى".
وحول مبادرة الرئيس ولد عبد العزيز الرامية إلى إنشاء اللجنة المكلفة بتشخيص وضعية الحزب الحاكم وتفعيل هيئاته قال ولد محم هذه "لفتة كريمة من الأخ الرئيس المؤسس لهذا الحزب، ومرجعيته الأولى"، مردفا أنها "تعكس ما يوليه من أهمية لهذا الصرح الوطني الكبير، ورسالة واضحة منه في أن إكراهات الموقع الدستوري كرئيس للجمهورية، ومهامه الجسيمة لن تثنيه يوما عن لعب دوره بوصفه الشخصية المرجعية الأولى للحزب، والرئيس المؤسس له كما يحلوا لنا وصفه، والمناضل كما يحلو له أن يصف نفسه وموقعه".
وأكد ولد محم أن الحزب كان "بقيادة رجل من طراز وطني خاص مفعم بحب بلده والإيمان به هو الأخ الرئيس محمد ولد عبد العزيز"، مردفا أن مؤسسي الحزب "قرروا متوكلين على الله أن يطلقوا مشروعهم الوطني للنهوض بالجمهورية ومؤسساتها وقيمها ومفاهيمها، وبالمجتمع الموريتاني وحقه في تبوئ المكانة التي تليق به بين أمم العالم وشعوبه باعتباره أمة قدمت بتنوعها وثرائها إسهامات كبيرة للحضارة الإنسانية عبر التاريخ، وباعتبارها دولة تملك مخزونا هائلا من القدرات القيمية والحضارية و المقدرات البشرية والاقتصادية لتحقيق النهوض الذي يضمن رفاهنا واستقرارنا ومواصلة إسهامنا في تنمية وأمن محيطنا الإقليمي والقاري والدولي".
وشدد ولد محم على أن مناضلي حزبه "ظلوا في مسيرهم يتحلون بإرادة من حديد وإدراك واع لواقع البلد وما ضيعته الأنظمة السابقة من وقت، وما أهدرته من جهد، جعل من هذا البلد الذي يملك قدرات هائلة وموقعا إستراتيجيا متميزا، بلدا من أكثر بلدان العالم تخلفا بفعل الفساد والاستبداد وانهيار المنظومة الأمنية مما حوله إلى مرتع للإرهاب والجريمة العابرة للحدود".
---------
لمشاهدة الخطاب اضغط (هنا)