نواكشوط.. حرب صامتة بين أبرز رموز الحزب الحاكم بموريتانيا (أسماء)

شكلت العاصمة الموريتانية نواكشوط حلبة صراع غير معلنة بين أبرز رموز حزب الاتحاد من أجل الجمهورية ( الوزراء وأعضاء المكتب التنفيذى ورجال الأعمال)، مما حولها إلى أهم منطقة حسب الترتيب المعتمد حاليا، بعد تجاوزها لربع مليون منتسب فى سابقة من نوعها بالبلد.

 

وتقول مصادر زهرة شنقيط إن التحالفات القائمة الآن، حاولت أخذ مكان لها فى العاصمة من أجل تعزيز حضورها، وتأمين أكبر قدر من المؤتمرين والمناديب فى الهيئات الأخرى، تحسبا لأي مفاجئة قد تصنعها التحالفات القبلية داخل البلد.

 

وبحسب تقارير أطلعت عليها زهرة شنقيط فقد توزعت المقاطعات بين رموز الأغلبية، لكن الهاجس الأكبر للجميع هو ظهور أكثر من 500 ناشط محلى، لكل واحد وحدة أو وحدتين، يهدف من خلالهما إلى حضور فى المشهد أو تثبيت مكانة حكومية أو دخول سوق البيع المنتعش بأطراف العاصمة، مما سيرفع من أسهم أصحاب النفوذ أو المال خلال الأيام القليلة القادمة، إذا تم فرز النتائج ومعرفة الناخبين الكبار.

 

وتشير التقارير إلى تقدم التحالف المحسوب على رئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية سيدى محمد ولد محم وبعض رجال الأعمال المقربين اجتماعيا من الرئيس ( محمد يحي ولد الخرشى وعالى ولد الدولة ولعمر ولد ودادى) فى مناطق واسعة من "تيارت" و"دار النعيم" و"الميناء" وحضور معتبر بمقاطعة "توجنين"، بينما تبدو لكصر شبه محسوبة لعدد من الفاعلين المنتمين للشمال ( "أسماسيد" و"أرقيبات")، مع حضور قوى لرئيسة المجموعة الحضرية "ماتى بنت حمادى" المحسوبة ضمن التحالف الداعم للوزير الأول يحي ولد حدمين.

وتنشط مجموعات قبلية محسوبة على الضابط المتقاعد "العقيد عينيه ولد أييه" فى مقاطعة تيارت وأطراف لكصر بشكل كبير.

 

وتقول التقارير ذاتها إن مقاطعة "عرفات" بنواكشوط الجنوبية بدت الكفة فيها لصالح أنصار الفريق محمد ولد الغزوانى، مع حضور قوى لبعض المجموعات القبلية الأخرى، مدعوما بحراك قومى ناصرى يقوده القيادى المعروف اسلمو ولد المحجوب، يحسب بعض رموزه على الوزير الأول يحي ولد حدمين، وتنشط بعض القبائل الأخرى بنسب متفاوتة فيها، وخصوصا تلك المنحدرة من الحوضين ولعصابه.

 

وتنشط القيادية بالحزب الحاكم جميله بنت الطالب فى المقاطعة بشكل واسع، ولها أنصار كثر من محيطها القبلى وبعض المنتمين جهويا لمقاطعة لعيون ( مسقط رأسها) كما تقول آخر المعطيات التى حصلت عليها زهرة شنقيط.

 

وفى الرياض بنواكشوط الجنوبية يحسب تحالف العمدة الحالى لصالح الوزير الأول يحي ولد حدمين، ولديه حضور قوى فى المقاطعة، وهنالك داعمون للتحالف الآخر ( ولد محم ورفاقه) وخصوصا فى الأحياء الجديدة ( الترحيل)، حيث كان الحزب الحاكم ينشط بقوة خلال المواسم الأخيرة.

 

ويوجد حضور معتبر للوزيرة السابقة فاطم فال بنت حبيب، وبعض الشباب المهتمين بالحراك الحاصل داخل الحزب الحاكم، دون أن تكون لهم قيادة موحدة أو مرجعية معروفة من قبل الجميع.

 

وفى توجنين بنواكشوط الشمالية تظهر عدة أطراف فى المشهد، كتحالف العمدة سيدى محمد ولد خيده (إدوعيش) وتحالف محسوب على الوزيرة فاطمه فال بنت أصوينع، وتحالف محسوب على رجال الأعمال ( محمد يحي ولد الخرشى وعالى ولد الدولة) وتحالف محسوب على الوزير الأول يحي ولد حدمين وينشط فيه عدد من أقاربه ( رجل الأعمال محمد الأمين ولد البشير)، وتحالف محسوب على مجموعات قبلية لها حضور معتبر بالمقاطعة ( كنته ومشظوف) كتحالف الوزيرة مولاتى ولد المختار ومجموعات محسوبة على مستشار الوزير الأول اسلمو ولد أمينوه والأمين العام السابق لوزارة الشؤون الإسلامية محمد ولد سيد أحمد فال (بياتى) وبعض الموظفين بقطاع التعليم، مع كتلة محايدة لحد الساعة من سكان الأحياء الشعبية وبعض الموظفين الصغار.

 

وفى مقاطعة تفرغ زينه يوجد حضور قوى لوزير الاقتصاد والمالية المختار أجاي، وخصوصا فى صفوف الشباب، وينشط ضمن التحالف عدد من كوادر الدولة الموريتانية من فئة الشباب، وبعض أصدقاء الرجل، كما ينشط تحالف محسوب على رئيس الحزب الحاكم سيدى محمد ولد محم ، وتحاول الأطراف الأخرى الحضور بشكل متفاوت رغبة فى لفت الانتباه إليها قبل التشرح للانتخابات المحلية ، من خلال استعراض جمهورها بالمنطقة كالعمدة فاطمة بنت عبد المالك، والقيادية بالحزب الحاكم "أليخير بنت يسلم ولد سيدى المختار" وبعض الفاعلات فى منظمة نساء الحزب الحاكم بموريتانيا.

 

وفى مقاطعة السبخة توجد عدة تحالفات كتحالف العمدة "رابى حيدره" وتحالف محسوب على رئيس مجلس إدارة ميناء الصيد التقليدى "نور الدين افرانسوا" وتحالف محسوب على وزيرة العلاقات مع البرلمان، وحضور قوى لبعض التجار، ممن استثمروا فى العملية السياسية خلال الأشهر الأخيرة.