قال عضو مجلس الشيوخ الموريتانى السابق عن مقاطعة تمبدغه "لبات ولد حيبلله" إن مشروع مياه أظهر ، هو أكبر منجز بالحوضين بعد الاستقلال عن فرنسا 1960، معتبرا أن بداية المشروع تأسيس جدي لمرحلة جديدة من مراحل التنمية بالمنطقة، وتحول فى نمط التفكير الرسمى بالمنطقة.
وقال ولد حيبلله فى مقابلة مع زهرة شنقيط إن استثمار أكثر من 35 مليار أوقية دفعة واحدة فى مشروع واحد بالمنطقة، يعتبر أهم استثمار تم توجيهه للحوضين خلال عمر الدولة الموريتانية، كما أنه انتقال من ثقافة الحلول الترقيعية لمشكل المياه والاستقرار، إلى حل جذرى يضمن توفير أبرز أسس التنمية، وينهى حالة العطش التى عانت منها قرى ومدن الشرق الموريتانى لعقود، رغم تبديد مليارات الأوقية من قبل بعض الأنظمة السابقة، وطرح الإشكال من طرف السكان لأكثر من 30 سنة.
وعن ارتفاع الأصوات الشعبية المطالبة بتوفير المياه والمنتقدة لسير العملية، قال ولد حيببلله إن الذين يتظاهرون الآن من أجل المياه أو ينتقدون سير المشروع، كانت أصواتهم غائبة، ومعاناتهم مكتومة، فى زمن لامشروع فيه بالمنطقة، ولامجرد تفكير فى توفير المياه لسكانها الذين تجاوزا 600 ألف نسمة.
واعتبر ولد حيبلله أن تدفق المياه قبل أسابيع من بحيرة أظهر عبر الأنابيب إلى النعمة، ومنها إلى تمبدغه وضواحيها، أعطى رسالة بالغة الأهمية للسكان، مفادها أن حقبة الرئيس الحالى محمد ولد عبد العزيز جد مختلفة عما سبقها من الأحكام، وأن وعود الرؤساء التى كانت تذهب بذهابهم بانقلاب أو انتخاب، تختلف تماما مع وعد يصر صاحبه على تنفيذه وتسييره بأحسن طريقة وأسرعها، مع ضمان استمرار المشروع الأكثر حيوية وأهمية فى التاريخ الحديث لمنطقة الشرق الموريتانى.
استفتاء لا انتساب (2)
وعن التطورات السياسية بالمنطقة بعد حل مجلس الشيوخ أو إلغائه، قال "لبات ولد حيببلله" إن قصة الشيوخ حلقة انتهت ويجب التعامل مع التطورات السياسية بقدر من الواقعية وتقدير الظروف، وإن الشيوخ الذين دعموا مشروع الرئيس محمد ولد عبد العزيز الرامى إلى إلغاء الغرفة، كانوا يعبرون عن حالة من الوفاء للرجل ولمشروعه يجب أن تأخذ بعين الاعتبار بدل التشكيك والتحامل والإساءة لمن ضحوا بمكانتهم الانتخابية ومصالحهم الشخصية من أجل تطوير المنظومة السياسية بالبلد والتأسيس لحقبة جديدة من شأنها تعزيز الحكامة السياسية وتفعيل المؤسسات الدستورية وتثمين قيم الحرية والتضحية من أجل الوطن.
وقال ولد "حيبلله" إن الإصلاحات الدستورية الأخيرة تم تمريرها فى استفتاء شعبى شاركت فيه مجمل القوى المهتمة بمصالح البلد ومستقبل أبنائه، وإن نتائج الانتساب الأخير لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم أظهرت ارتفاع شعبية الرئيس محمد ولد عبد العزيز والحزب الذى ينتمى إليه بعد الإصلاحات الدستورية الأخيرة، لقد كانت الحملة بمثابة استفتاء آخر، زكت مواقف الرجل وأظهرت عمق التعلق به وبمشروعه الإصلاحي، وهو قاب قوسين أو أدنى من نهاية مأموريته الثانية.
وأثنى ولد "حيبلله" على إدارة الحزب والمسؤولية التى أتسمت بها طيلة الفترة الماضية، قائلا إن تزكية الرئيس لها فى مهرجانه الأخير أو خرجته الإعلامية الأخيرة بقصر المؤتمرات، لم تأت من فراغ، بل كانت نتاج عمل أقنع الأنصار وأزعج الخصوم، لقد أدار رئيس الحزب المرحلة الماضية بقدر كبير من المسؤولية والإنتفاح على أطر الحزب وكوادره أو الشركاء داخل الساحة السياسية، حتى من الطيف المعارض للرئيس كما شاهدنا فى الحوار الأخير.
نحو مرحلة جديدة (3)
وقال ولد "حيبلله" إن البلاد مقدمة على مرحلة جديدة، فلأول مرة تتجه إلى انتخاب برلمانها فى ظل التعديل الأخير، كما أنها تتجه لانتخاب المجالس الجهوية ، وهي تجربة جديدة ويراد منها تعزيز التنمية وتوجيه موارد الدولة لمستحقيها ومتابعة المنتخبين مصالح الشعب بشكل مباشر بدل الانشغال بمهاترات الساسة بالعاصمة نواكشوط بعيدا عن قواعدهم الشعبية.
وأكد ولد "حيبلله" انخراطه مع آخرين من محطيه ضمن تحالف كبير يهدف إلى تعزيز التنمية بالمناطق التى ينتمون إليها ( تمبدغه ولعيون) ، والتواصل مع المحيط بشكل أكثر فاعلية، والعمل من أجل تطوير العملية السياسية وتكريس ثقافة العمل من أجل الآخر بدل التركيز على المصالح الضيقة والمطالب الشخصية واستغلال الحضور من أجل الذات ونسيان الناخب الذى هو أساس العملية ومرجعيتها.
ولم يكشف ولد حيبلله عن توجهه المستقبلى، مكتفيا بالقول إنه يدرس المشاركة فى العملية السياسية بشكل فاعل وجدى خلال المرحلة القادمة، وإن التفاصيل سيتم نقاشها مع التحالف الذى ينتمى إليه، ضمن حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم الذى سلموه مستقبل العملية السياسية بالكامل من أول يوم قروا فيه الانتماء للحزب والمشروع الذى يمثله.
--------------
(*) بنت البكاي : أم الحياظ ظلمتها الجغرافيا وحرم أبنائها بشكل غير مبرر
(*) رسالة مفتوحة إلى رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز
(*) ولد عبد العزيز في الحوضين .. أخبار ومشاهد حصرية (ملف)
(*) أم لحياظ : "بادى" أبرز المرشحين للفرع و"الإصلاح" يعيد ترشيح العمدة (خاص)
(*) تحالف العمدة بأم الحياظ : انتصارنا هزيمة للشعبوية والتحريض القبلى