كرست الحكومة الموريتانية تغطية استثنائية للقمة الإفريقية المنعقدة بنواكشوط خلال الأيام الأخيرة، مسجلة أرفع نسبة تغطية فى تاريخ القمم المنعقدة بالبلد منذ وصول الرئيس محمد ولد عبد العزيز للسلطة فى الثالث من أغشت 2018.
وخصص التلفزيون الرسمى ( الموريتانية) أكثر من 78 ساعة بث مباشر لنقل وقائع القمة، التى شارك فيها أكثر من ٣٧ رئيس دولة أو رئيس وزراء، وعشرات الوفود الأجنبية، مع تركيز الاهتمام فى مجمل النشرات الإخبارية على القمة أو القمم المصاحبة لها ( القمة الإفريقية الفرنسية ، وقمة الساحل، وقمة الجوار الليبى).
وخصص التلفزيون الرسمى 5 ساعات يوميا للقمة الإفريقية منذ 24 يونيو إلى 30 يونيو ، بينما تم بث وقائع القمة منذ الساعة الثامنة صباحا إلى منتصف الليل طيلة أيام القمة (1-2 يوليو 2018)،دون منح فرصة للأحزاب والقوى السياسية المنشغلة بالمسار الإنتخابى من أجل الحضور، أو تقديم رؤية مناهضة لما يحاول التلفزيون تكريسه فى أذهان متابعيه من وقائع ومنجزات مختلف عليها بين القوى السياسية.
وتجاهل التلفزيون كل الأصوات المناهضة للقمة، وغابت الرؤى المتحفظة على استضافة البلد لقمة الأفارقة السنوية، والتصريحات المتهمة للرئيس محمد ولد عبد العزيز بتبديد الأموال فى عام صعب من أجل بناء مجد شخصى، بينما تلقف التلفزيون الرسمى للحكومة كل تصريح أو مقال أو تدوينة داعمة لمشروع الرجل الأول بالبلد، وخططه الرامية إلى جعل مأموريته نقطة تحول فى العلاقات الخارجية للبلد.
واستضاف التلفزيون الرسمى فى برامج مباشرة من مقره المركزى بتفرغ زينه أو النافذة اليومية بقصر المؤتمرات 106 أشخاص، بينهم سفراء ووزراء سابقون وأساتذة ينتمون لمعسكر الرئيس محمد ولد عبد العزيز، وبعض الشخصيات الفنية والإعلامية الداعمة لاستضافة القمة. وتبارى ضيوف التلفزيون فى تعديد خصائص القمة الإفريقية ومميزات الدورة الحالية، والقيمة المعنوية للعرس الإفريقي المنعقد بموريتانيا، مع تركيز مضاعف على القصر المستضيف للقمة الإفريقية (المرابطون) والجهود الاستثنائية لتحضيره من أجل تصحيح الصورة التى حاول البعض رسمها لموريتانيا خلال قمة العرب بنواكشوط، من خلال السخرية من "الخيمة" أو اتخاذها كدليل على ضعف التحضير، وارتجالية القرار، وصعوبة الواقع المعاش بموريتانيا.
وتقول مصادر زهرة شنقيط إن التلفزيون الرسمى رخص ولوج 12 سيارة لقصر "المرابطون" من أجل توفير التغطية ونقل العمال وإعداد التقارير من القصر ومحيط المطار، بينما شارك فى التغطية الإعلامية فريق مكون من : 47 من عمال التلفزيون بينهم المديرة العامة خيرة بنت الشيخان والمدير العام المساعد المختار ولد عبد الله، وبعض كبار الموظفين بالتلفزيون كالأستاذ أب ولد أعمر، ومحمد تقى الله الأدهم وسيدى ولد النمين، ومحمد ولد دومه، والشيخ سداتى ولد سيدى محمد، لتغطية أخبار القمة بكل اللغات المحلية والفرنسية.
ووجهت انتقادات حادة لمديرة التلفزيون خيرة بنت الشيخانى والطاقم المساعد لها من طرف العديد من رواد الشبكة الاجتماعية ورموز المعارضة الموريتانية، متهمين إدارة التلفزة بمحاولة استغلال الحدث لترسيخ صورة مبالغ فيها لما أنجز خلال الفترة الأخيرة، والتغطية على واقع البلد من خلال بث مشاهد حصرية من مقاطعة تفرغ زينه دون غيرها، والتركيز على الأشغال المحضرة للقمة من أجل إقناع الشعب بمنجز على الأرض تختلف القوى السياسية حوله، وفى ظرفية انتخابية بالغة الدقة، مع محاولة استغلال الحدث للترويج لمشاريع أطلقها الرئيس محمد ولد عبد العزيز قبل فترة فى مجال الأمن و الصيد والمعادن والمياه والثروة الحيوانية، فى محاولة لكتابة تاريخ جديد للبلد عبر بوابة الحكم الحالى، وإلغاء كل الأحكام السابقة، وكأن التاريخ بدأ اليوم فقط.