بِنَعَمْ ....... وبِها لَا بِ "لاَ" ، أُجيبُ على سُؤالٍ مطروحٍ بقوَّةٍ بِلِسانِ الْحال وهو ابْلَغ مِنْ لِسَان الْمَقال : إِنَّهُ لجدير بالتأمل بل وبالدراسة Investigation ، ما يُلاحظ من إقبال رجال المال وعزوف رجال الفكر والقلم كلما تعلق الأمر بالشأن العام وبالترشحات خصوصاً .
لكننا لسنا منتبهين كما تساءل البعض ...وكيف لذلك سبيلا ولم نشعر بعد بخطورة المأزق الذي نحن فيه .... أمَّا الخروج منه ...فهو مما لا يُفَكَّرُ فيه أو الممنوع التَّفكير ُ فيه.
لقد لَبِسْنا أو لُبِّسْنا قُشُورَ المدنية من مُؤسَّسات وديموقراطيه ..... لَكِنَّ الرُّوحَ بَقِيَّت قَبَلِية والْهَوَى بَقِيَّ مُتَّبَعاً والنَّفْسُ كذلك بَقِيَّتْ جَهَوِية و أكثرها "الأمَّارة" وقليلةٌ هي " اللَّوامة" أمَّا "االرَّاضِيّةُ" فهي انْدرُ من الكبْريتِ الأحمرِ .
إنَّه زمَن الرَّداءَةِ ..... .إنَّه زمَن الرَّداءَةِ ..... .إنَّه زمَن الرَّداءَةِ .
لقد حَسـَمَ من تُشِيرُ إلَيْهُمْ اغْلبُ التدْوينَاتِ عبر مواقع التواصل الاجتماعي ،تصريحاً لا تلميحاً ، هذه المعركة لصالحهم دون إطلاق أي "رصاصة " أو قل حُسِمَت المعركة لصالحهم فتصدَّرو المشهد السياسي في مدن وقري وبوادي موريتانيا فرَشَّحوا وتَرَشَّحُوا ورُشِّحُوا.
لالزوم للثقافة ولا للكفاءة ..لا لزوم للأفكار الثاقبة والجيدة ...فهو" مَعْروضٌ " لا طلب عليه ... وقانون العرض والطلب Supply & demand law ككل القوانين التي أودعها الله في هذا الكون ، لا يَرحَم ، فعندما يسقُط لِصُُ او ْطِفْل رضِيعٌ من الطَّابق السادس تندقُّ اعناقهما فيموتان ..نتألم نحن للرَّضيعِ لا لِلَّصِّ.... لكن قانون الجاذبية سائِر بدون عواطف .
عندما اسْقَطَ قانون العرض والطلب في مدننا وقرانا وبوادينا من كان يُفْترَضُ ان يَتَقَدَّمُو الْمَشهد السياسي ورفع من لم يُفْترض رفعه ، فربما يتحسَّر البعض على من سقطو ولا يبالي بمن صعدوا ..لكن قانون العرض والطلب كقانون الجاذبية المذكور أعلاه ، يشتغل هو الآخر ُبدون عواطف.
لوكان لي من الأمر شيء لأقترحتُ " أوزال الناجي " للمجلس الجهوي .....فلربما يكون الوحيد أو من ضمن القلائل الذين يملكون باعاً طويلا في الموضوع ولأقترحتُ أيضاً نوحاً للنيابيات ......فهذا ديدنه ومجاله وبلاؤه الْحَسَنُ مضمون لو تكلم من تحت قبة البرلمان و لاقترحت "الفاطمي السادس " للبلدية ولتركت الباقي ،كمرحلة انتقالية ، لكل "
Tom , Dick and Harry " كما يقول الإنكليز.
لَن يفوتَ من يعنيهم الامْر أن هذه الأسماء مستعارة ومن فك شيفرتها يحصل بالضرورة على المقابل الحقيقي ممن يأكلون الطعام ويمشون في أسْواقِ إحدى مدننا الداخلية !!!
لكن اتِّسَاعَ معرفة بعض القاراء ،وطول باعه في الثقافة قد "يشطح "به إلى تذكر الجبلاوي وعباس وجليل ورضوان وإدريس الواردة أسماؤهم الرمزية في رواية نجيب محفوظ "أولاد حارتنا" ، فرجاءً لا يَفعل ، فلا الجبلاوي كنوح ، ولاما أرمز إليه وبه كما يرمز له وبه نجيب ، ولاهذه السطور المتواضعة ولا صاحبها الأكثر تواضعاً نَوْبَلِيَّانِ ، فحتي لوكان يرجو أو يدَّعي النَّجابة فشتَّان ما بين النَّجِيبَيْنِ !!!
لقد لفت انتباهي كثيرا ولاحظت خلال الدراسة و بعض البحوث الأكاديمية أن أغلب القوانين الضابطة للانظمة Systems ولِلْمعروف لدينا من الكون تكون دائما ثلاثة:
فقوانين الحركة ثلاثة حسب نيوتن ،
وقوانين حركة الكواكب ثلاثة حسب كيبلير ،
وقوانين الترموديناميك ثلاثة ، مع استبعاد “The zeroth law” ،
وقوانين الروبوتية ثلاثة حسب أسِيمُوف ،
والغريب أيضا أن قوانين الفلسفة حسب أرسطو ثلاثة وهي : قانون الهوية ، وقانون عدم التناقض وقانون الوسط الممتنع ) ،
و الْأغْرَبُ حقّاً، أنَّ "الفِتْيَةَ" ثلاثةٌ ........... رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ !!!.
وانطلاقاً من هذه الملاحظة من جهة ، واسْتِئنَاساً بالثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم من جهة أخْرَى، أنَّه " كان إذا دَعَا، دَعا ثلاثاً وإذا سأل ، سأل ثلاثاً " كما روي مسلم ،
و مُجاراتاً لِما هو معروف في مَوْروثُنا الثقافي والْمُجْتمعي من أهَمِّية "التثليث" : فأيام الضيافة ثلاثة ، وتناول الشراب على ثلاثةِ انْفاَسْ ، فهي اهْنَأ و امْرَأ وابْرَأ ، و"التَّبَرِِّيتْ" ثلاثاً ، بعدها يَحِلُّ دَفْعُ الصَّائِلِ ، ومن خاف الوسواس ننصحه بالنَّفْثِ على اليسار ثلاثا ً وبالْإسْتِعاذَة من الشَّيطان وشرِّه ثلاثاً ، والطَّ^^^" ... حماني الله وإياكم ، ثلاثاً.
والأغْرَبُ أنَّ خَالَتِي رحمها الله، وهي سيدة فاضلة ، كانت تخاف "ثلاثاً"
فقد سافرْتُ معها ذات "كَيْطَانَةٍ" ولَم اتجاوز بعد الحلم ، في رحلة صيفيةٍ من لعصابه الى تكانت حيث وادُ نَخِيلٍ لأحد أجدادي ، وكانت الرَّحلة شاقةً ومُضنيةً خصوصاً أنها على الحمير وتدوم ثلاثة أيامٍ بلياليها ولأن الطريق موحشة ومُخيفة ونحن لا سَنَدَ لنا خلالها ، فقد كانت تلك السيدة الفاضلة لا تفتأُ تُكرٍّر الأدعية من قرآن وحديث وربما شعر، الا أن ما لفت انتباهي وبقي عالقاً في ذهني هوَّ دعاءٌ لها بالحسانية مازِلْتُ كما غيري من الأصدقاء ممن تشاركنا الرحلة نتذكره حرفياً وهذا الدعاء هو : " ربِّ ثلاثةٌ لاَ رَيْنَاهُمْ ، النِّمْرُ والسَّبْعُ والْفِيلْ امْعَاهُمْ" وكم كانت راحتنا كبيرة بهذا الدعاء فَجُلُّ ما نخافه ونحن يومها أطفال ، هي أُمورٌ حِسِّيَّة ، يتربَّع على عَرْشِها آنذاك ما توَّهَّمْنا أنَّ عَمَّتَنا الفاضِلَة هذه قد عَصَمَتْهُ مِناَّ بِهذا الدُّعاءِ فَكُنَّا إذاً نَنامُ قَرِيري الْأَعْيُنْ....
.يَاااالَيْتَ الطُّفُولَة تَعودُ يوماً فأخْبِرُها بما أصْبَحْنا نَخْشاه!!!
لقد مَضَي على رحلة الصَّيف هذه أربعون عاماً بالتمامِ والكمال وهو ما مرَّ على بلدي منذو أن استلمه " ابطالنا الأشاوس"، يَوْمَ "جاء الحق وزهق الباطل"" ذات صبيحة من العاشر من يوليو ثمانية وسبعون وتسعمائة وألف وهو ما شكَّل "استقلالنا " الثاني ، ورغم أن بلدي قد "استقلَّ " سبع مرات هي عام 60 و 78، و 79 ،و 80 ، و 84 ، و 2005 وأخيراً و أرجو يكو ن آخِراً 2008 ، وهو ما قد يُدخِلنا موسوعة غينيس للبلدان الأكثر "استقلالاً" ،" فلا تتغافلوا أيها "الناطقون باسم "مويلغ الثاني" عن شَرَفِ إدخالنا فى هذه الموسوعة العالمية " ، إلاَّ انه ورغم مجيء الحق سبع مرَّات وزَهوق الباطل سبع مرات ، فَ "كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا ۖ حَتَّىٰٓ إِذَا ٱدَّارَكُواْ فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَىٰهُمْ لِأُولَىٰهُمْ رَبَّنَا هَٰٓؤُلَآءِ أَضَلُّونَا فَـَٔاتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ ٱلنَّارِ".
لَا أفْشِي سِراً أنَّ أخْشَى مَا أخْشَاهُ في الْحِمَارِ هو أنْ يَرْتَدِي هَيْئة الأسد ويحمل شِعَارَ "الْقَيْصَرِية " ، وأنِّي قد اسْتبدلتُه بالافانسيس والفيويت ومع ذلك كله ، فما زالت حاجتي الى دعاء خالتي تلك تزداد يوماً بعد يومٍ ومَازِلْتُ كُلَّمَا سافَرْتُ أَوْ أقَمْتُ كَّرَّرْتُ : ربِّ ثلاثةٌ لاريناهم "النِّمْرُ" و "السَّبُعُ" و " الْفِيلْ امعاهم".
وَأمَّا من خاف مقام ربه و نهي النفس عن الهوي ، فأنصحه أيضاً بتكرارِ : ربِّ ثلاثةٌ لاريناهم "النمرُ" و "السَّبُعُ" و " الفيل" امعاهم !!!
ومنه فإنني والحال هذه لا أستطيع ان انهي هذه السطور الَّا وقد ذكرت انا أيضاً من القوانين ثلاثاً ، اثنان ذُكِرا أعلاه والثالث مذكورٌ أدناه .
أما الثالث من القوانين فهو لِمَن شاء منكم أن يتقدم و"لَا" يتأخر ، فما عليه الا أن "يلعب اللعبه" "jouer le jeux " ، Play the game" ، وهذا هو القانون الثالث. العبارة معبِّرة ، لم تعد المسألة العامة ذات شأن أوقيمة إنسانية بل أصبحت "لعبة" فقط ، لعبة نلعبها حسب "القواعد السليمةِ" فنضمن النجاح أو نُسِيء نحن استخدام القواعدِ فيضْمَن غيرنا النجاح .
ورغم أنني لم أقف علي صيغة مكتوبة لهذا القانون كما هو الحال للقوانين المذكورة سابقا الاَّ انني اعرف انَّ من أدوات برهنته وتحققه :
أن تسير مع التيار
وأن تكون افكارك قابلة للتشكيل " Malleability “
وأن تكون مُطاوِعاً حتى ولو كنت فولاذاً
ولأنه لا يمكن الترويج لبضاعة مجهولة المنشأ ....فلا بدَّ إذاً أن تنتمي لقبيلة أوجهة أو "قِوَي" تُعْرف بِها ولَها ....حذارِ من الاستظهارِ بالشهادةِ والكفاءةِ فقط ، فذلك مما صُنِع في "تايوان" أو مما جُهِل منشؤه.
وأن لا تشعر بِأَلَمٍ ولا بضيق وأنت تري تحالف "المُؤْتَمَنُون " و القبيله و ورجال المال وهم يمزَّقون عن قصدٍ أوبدونه ما تبقى من كيان الوطن ومفهومَيْ الدولة المدنية والمواطنة .
أما لعبة السياسه فلا يزعجنَّك أنها ملوثة ، بل تقبلها على ما هي عليه ، فقد اختلط الحابل بالنابل و الدابر بالقابل.
وأن تؤمن بأن السياسة كالشِّعر أعذبه أكذبه ، ونحن بلاد المليون شاعر والمليون سياسي و المليون مُتَرَشِّحْ.
وأن تُظْهِرَ من الولاء أكثر مما تظهر من الكفاءة ،
ولِأَنَّ الولاء لا يستقيم الا بجرعة عالية من النفاق ..فلا يبخلنَّ المرء
على نفسه من تلك الجُرُعات ... فكلما زاد حطبها زاد لهبها !!!.
أمَّا أنَا.....
فَلِأنَّ ما أُحِسُّهُ اكْبَرُ مِن قَلَمِي وَدَوَاتِي ، فلا بدَّ أنْ اخْجَلَ إذاً من كِتاباتي .
محمد الامين البنيه / /مهندس استشاري ، هاتف : 22741393 , 36360521
Email : best31121964@yahoo.com