قلل عمدة جونابه "محمد المصطفى ولد حبيب" من أهمية الحملة الإعلامية المستهدفة لوزير الاقتصاد والتنمية المختار أجاي بمقاطعة مكطع لحجار، قائلا إن بعض القوى المتضررة من حضور الرجل على مستوى المقاطعة، ومن الثقة الممنوحة له من طرف النظام ، تحاول تأليب الرأي العام عليه أينما حل، واستغلال العواطف من أجل تشويه صورة الرجل والمس من مكانته بين الناس.
وقال العمدة فى حوار مع موقع زهرة شنقيط إن تحالف "الكرامة" هو خليط من الأحزاب السياسية المعارضة والقوى المنضوية تحت لواء الأغلبية، وبعض المغاضبين وهم أقلية،والجمهور يدرك برنامج التحالف ، ويتذكر تجارب المقاطعة المرة مع مجمل رموزه، ولن يستسلم للدعاية المغرضة، ولن يعيد إنتاج الماضى، مهما كان حجم التحريض والفبركة والتحامل على أبناء المقاطعة المخلصين لها.
وأعرب العمدة عن ارتياحه لتجديد الثقة فيه للمرة الثانية من طرف حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، متعهدا ببذل المكن لصالح جونابه، وإشراك كل القوى المهتمة بالبلدية فى مسار التنمية وحل المشاكل المطروحة لها.
زهرة شنقيط : ما الذى يعنيه ترشيح الحزب الحاكم لكم للمرة الثانية على التوالى؟
عمدة جونابه : فى البداية أشكركم جزيلا على هذه الفرصة التى أتحتم لى، وأتمنى أن تكون الإجابة على قدر الموضوعية والمصداقية التى تتوخون منها.
أولا ، إعادة ترشيحي للمرة الثانية، هو تأكيد للثقة لى شخصيا، وللكيان السياسى الذى أنتمى إليه، وللسكان الذين أختارونى من أجل الترشح لفترة جديدة من أجل مواصلة المسار وتكملة الجهود الماضية، وهو أمر مشرف، ومسؤولية مضاعفة دون شك، أمور ستدفعنى لمضاعفة الجهد والمواصلة فى المسار الذى بدأته قبل فترة داخل بلدية جونابه.
زهرة شنقيط : تديرون جونابه منذ فترة .. ما الذى تغير؟ وكيف تعاملتم مع أبرز مشاكل المنطقة .. مشكل الفقر وندرة المياه؟
عمدة جونابه : نعم أتولى ولله الحمد تسيير بلدية جونابه منذ فترة . ما الذى تغيير؟ طبعا تغيير الكثير، ولاتزال بعض الأمور عالقة فى انتظار إكمال المسيرة وتحقيقها بعون الله.
أما كيف نواجه المشاكل ومطالب الناس، فهو بالتفهم والجدية وعدم الإهمال، والتعامل معها وفق منطق الأولويات، وتوسيع البحث فى مظان الحلول الممكنة، والتعامل معها بشكل جماعى، وعقلنة الأمور عبر إشراك الجميع فى كل الجهود المطلوبة، كل مكون داخل الجماعة أو المجلس البلدية عليه أن يشعر بقيمة المنجز، وحاجة السكان، وأن يبادر من أجل حل الإشكالات المطروحة.
بهذه العقلية، بهذه الشراكة، تمكنا ولله الحمد من حل الكثير من المشاكل، كمشكلة المياه بالبلدية، لقد تم حسمها على جميع القرى لله الحمد، هنالك جهود تم بذلها فى مجال البنية التحتية والخدمات الاجتماعية، ونعمل من أجل حل إشكال العزلة، وقد قمنا ببناء الكثير من المراكز الصحية والمدارس وترميم العديد من السدود وتسييجها، ودعم الكثير من التعاونيات النسوية المهتمة بالنسيج والخياطة، وهنالك قصور فى بعض المجالات الأخرى، ونحن نعمل من أجل تجاوز مجمل المشاكل، ونشعر أننا فعلا قطعنا أشواطا مهما وينتظرنا المزيد من العمل.
زهرة شنقيط : أعلن عن تحالف "الكرامة" بالمنطقة لمواجهة نفوذ الوزير المتصاعد.. شعور جماعى بالغبن أم امتعاض من التفاف الناس حول المختار؟
عمدة جونابه : فى هذا المرة سأستعين بشرط سؤالك الأخير ، لأنه فعلا هو التجسيد الفعلى للحالة التى تسألون عنها.. ما يسمى تحالف الكرامة هو تحالف قديم، كان موجودا فى المقاطعة سنة 2013 وكان قبل ذلك بكثير. مجموعة من الفاعلين كانوا يسيرون المقاطعة لفترة طويلة، ثم رفضهم الناس، ويحاول مع كل استحقاق انتخابى العودة بلبوس جديد من أجل خديعة الناخب وإقناعه بضرورة التخلى عن مساره.
تحالف الكرامة هو خليط من أحزاب المعارضة وبعض نشطاء الأغلبية وبعض المغاضبين من ترشيحات الحزب ، وهم أقلية، والناخب تعامل مع هذا التحالف بمنطق الرفض والإقصاء.
كل الخيارات التى قام بها الحزب كانت خيارات منطقية، تم فيها اعتماد تزكية الناخب للمرشحين، وبالتالى من لم يحظ بالتزكية ليس أمامها سوى التأقلم مع الواقع الجديد، أو الالتحاق بالجماعة الأخرى، والبحث عن اسم جديد للتغطية على الكيان المرفوض.
أما الوزير المختار أجاي، فهو أحد أبناء المنطقة المؤمنين بحتمية التغيير والمقتنعين بالنظام ، ومن الطبيعي أن تهاجمه قوى الفساد فى كل منطقة وفى كل منعطف، وهي ضريبة متوقعة لرجل نذر نفسه لمحاربة الفساد أينما حل، واهتمامه بمكطع لحجار قديم، كاهتمام أي وزير بالمنطقة التى ولد فيها وتربى، وهو يمثل المقاطعة أحسن تمثيل، ويهتم بها بشكل كبير.
ولن يتأثر بالدعاية المغرضة لبعض ضحايا الحرب على الفساد أو القوى التى رأت فيها خطرا على مصالحها الشخصية، أو تلك التى لفظها الشارع، وتحاول الآن تأليب الجمهور عليه، لكن الشارع يدرك الصالح من الطالح، ويعرف من يعمل للمقاطعة ومن يعمل لنفسه.
-----------
(*) جونابه : بلدية ريفية تابعة لمقاطعة مكطع لحجار بولاية لبراكنه، وعمدتها عضو فاعل فى تحالف المجالس المحلية المحسوب على وزير الاقتصاد والمالية المختار أجاي