ولد أمين يسطر أنجع عملية انشقاق سياسى بموريتانيا (صور)

فى الخامس عشر من دجمبر 2015 أعلن النائب البرلمانى السابق يعقوب ولد أمين استقالته من حزب التكتل المعارض مؤكدا أنه تقدم بملف حزب سياسي لوزارة الداخلية الموريتانية..


وقال النائب البرلماني السابق عن حزب التكتل إن حزبه الذي ينتظر الترخيص يدعى التحالف الديمقراطي و يضم شبابا وشيوخا من مختلف أطياف المجتمع الموريتاني ملمحا إلى حضور "قيادات وشخصيات بارزة" فى حزب التكتل دون ذكر الأسماء

وفى العشرين من دجمبر 2015 أعلن والده الوزير السابق عبد الرحمن ولد أمين استقالته من حزب التكتل بعد 10 سنين من تحالفه مع الرئيس أحمد ولد داداه، معلنا انضمامه للحزب الذى أسسه نجله يعقوب ولد أمين.

وأكد ولد أمين أن القرار شمل بعض رموز الحزب المعارض كرفيقه فى المكتب التنفيذي ساليمو لد التقى.

 

 

تصرف قوبل بالاستهجان من بعض رموز الحزب المعارض، وقلق من بعض المعجبين بالنائب المعارض يعقوب ولد أمين، معتبرين أن تجربته السياسية على المحك، وأن طموحه قد ينهار بمجرد ملامسة الواقع، بل ذهب البعض إلى اتهامه ببيع المعارضة الموريتانية والتقرب من الرئيس محمد ولد عبد العزيز، والعمل من أجل تفكيك أعرق الأحزاب السياسية المناوئة لحكم الجيش بموريتانيا، خصوصا خلال السنوات الخمس الأخيرة.

 

غير أن مقربين ولد أمين حاولوا تجاوز الحملة الإعلامية والسياسية، مؤكدين أن التعايش مع القوى المشكلة لحزب التكتل لم يعد ممكنا، وأن الكتلة التى يقودها النائب تخطط لحضور أكبر فى الساحة السياسية، ملمحين إلى تجربة والده العميقة داخل حركة الكادحين، وقدرته على تدبير أموره السياسية، مستفيدا من خبرته فى التعامل مع مجمل الأنظمة السياسية، ومؤكدين فى الوقت ذاته بأن المعارضة خيار واحتكارها من طرف حزب أو أثنين غير وارد.

 

ومع البداية الأولى للتأسيس ظهر النائب يعقوب ولد أمين ضمن حشد جماهيرى كبير فى حفل الإفتتاح، وحاول التحالف مع القوى السياسية المعارضة، والتى كانت فى توتر مع حزب التكتل، بعد تحفظه على الحوار مع الرئيس محمد ولد عبد العزيز أو التفاوض معه.

ومع تراجع القوى السياسية المعارضة عن الحوار وانهيار المشاورات السرية بينها وبين الرئيس وداعميه، أختار ولد أمين الاستمرار فى الطرح الذى تبناه "معارض محاور"، مما مكنه من ملأ فراغ كانت القوى المشاركة فى حوار 2013 تحاول احتكاره والاستفادة من مزاياه.

وظهر ولد أمين ليلة افتتاح الحوار الشامل بموريتانيا كقطب سياسى معارض، يحاور ويناور ويطرح رؤى حزبه، ويصر على الحضور مهما كان الحجم والتأثير واللمز المستمر من حلفاء الأمس والصدود الذى يلقاه من بعض المشاركين معه فى الحوار، باعتباره أصغر الأحزاب حجما، وأقل قادتها تجربة، وأحدثها مشاركة فى المشهد المربك للعديد من رموز العملية السياسية بموريتانيا.

ومع فرز الحصيلة كان ولد أمين أبرز المستفيدين منها، حيث تمكن من تأمين عضو باللجنة العليا للانتخابات ( حكيم من حكمائها)، مع حضور فى اللجان الأخرى، وهو ماساهم فى تعزيز حضور الحزب ونفاذها إلى صناعة القرار داخل لجنة أثير حولها الكثير من الجدل قبل الانتخابات وأثناء العملية وبعدها.

 

لقد تمكن ولد أمين من اختراق الطبقة التقليدية الوازنة بشكل كبير، ففى الحوض الغربى تمكن من التحالف مع رجل الأعمال أحمد جدو ولد أبهاه، وهو ماعزز من حضور حزبه فى أكثر من مجلس محلى.

بينما تمكن من التحالف مع النائب "أليخير بنت يسلم" التى أوكل إليها قيادة لائحة النساء ، مما عزز من حظوظ الحزب فى ولايات وازنة كنواكشوط ونواذيبو وتكانت.

 

ومع إعلان نتائج الانتخابات كان حزب التحالف الديمقراطى يعقوب ولد أمين يتقدم العديد من الأحزاب السياسية المعارضة بشكل مريح، مكتفيا بتوسيع الفارق بينه وبين حزبه الأم ( حزب التكتل) بشكل أخرس كل منتقيديه، ومؤكدا لشركائه فى المعارضة المحاورة بأن النظرة الدونية التى كان ينظر إليه بها غير مبررة، لقد تربع على عرش الأحزاب السياسية المعارضة فى البرلمان والمجالس البلدية وبفارق جد مريح.

 

لقد تمكن الحزب من تأمين :

أربع نواب 
 أربع عمد
  112 مستشار بلدي 
3 مستشارين جهويين 
26362 صوت على المستوى البلدي ما يجعله في المركز الرابع وطنيّا

 

وقبل أيام قليلة تمكن الحزب المعارض من تأمين عضو فى المجلس الدستورى، وهي الميزة التى لم تتح لبعض الأحزاب السياسية العريقة، مؤمنا حضوره فى ثانى مؤسسة دستورية من حيث الأهمية لأي حزب ينوى الحضور فى الساحة المحلية، ويخطط لدور أكبر فى مستقبل البلد ، داخل المعارضة أو خارجها.

 .