تمكن المنتخب الموريتانى لكرة القدم من الانتقال من ذيل الترتيب العالمى (206 عالميا) سنة 2011 إلى الفوز بجائزة أفضل منتخب فى القارة السمراء سنة 2019، بشهادة الاتحاد الإفريقى لكرة القدم، أبرز مؤسسة تهتم بشؤون الكرة فى القارة الإفريقية على الإطلاق.
وتم الإعلان عن فوز المنتخب فى حفل ضخم أقيم مساء اليوم بالعاصمة السينغالية دكار من قبل الإتحاد الإفريقى ، فى رسالة بالغة الأهمية للمسكين بزمام الكرة فى موريتانيا، وللجمهور والحكومة وكل من راهن على تطور اللعبة فى بلد كان إلى وقت قريب ممنوع من اللعب فى كل البطولات الرسمية (القارية والدولية) بفعل سوء التسيير، وضعف الحكامة، وغياب رؤية ناظمة للمؤسسة الأهم فى مجال الرياضة بموريتانيا.
وخاض المنتخب الموريتانى أجمل مشوار فى تاريخه نحو الكان، بعدما تمكن من تأمين الحضور فى البطولة الأغلى إفريقيا وقبل الجولة الأخيرة، مؤكدا مكانته بين الكبار.
وخاض المنتخب الموريتانى خمس مواجهات كروية فى مجموعة الموت ضمن تصفيات أمم افريقيا (الكان 2019)، تمكن من حسم أربع منها لصالحه بالفوز المقنع، وخسارة واحدة أمام أنغولا خارج أرضه وجمهوره.
وتعيش الكرة الموريتانية أحسن فتراتها منذ الاستقلال حيث أعيد تنظيم الاتحادية الوطنية لكرة القدم منذ تسلمها الرئيس أحمد ولد يحي سنة 2011، وتم بناء منتخب قوى ومتماسك، ومع رفع الحظر المفروض عليها، تمكنت موريتانيا من التأهل للشان مرتين والكان، وتم إطلاق الدورى الموريتانى وتعزيزه، والمحافظة على انتظام البطولة المحلية بشقيها (الدورى والكأس)، والعمل من أجل إطلاق دورى للناشئين، كان فرصة لاكتشاف العديد من المواهب الشابة داخل البلد.
ورافق التطور الذى حققته الأندية والمنتخب، تطور فى البنية التحتية، حيث تم ترميم ملعب شيخا ولد بيديا، وبناء أربع ملاعب للأكاديمية والتدريب، وتجهيز ملعب "أزويرات" وترميم الملعب الأولمبى، وبناء إدارة قوية قادرة على تسيير كرة القدم الموريتانية، وتم جلب العديد من الأسماء التى كانت مجهولة للرأي العام، ومنح العديد من المواهب المحلية فرصة للاحتراف خارج البلد، تعزيزا لقدرة المنتخب، وتمثيلا لموريتانيا فى مجمل الدوريات الأوربية والإفريقية والآسوية، بعد عقود من الغياب والعجز عن مواكبة تطور الغير.