خلافات حادة داخل "تواصل" .. ما الذى عجل بالصدام بين أبرز رموزه؟

كشفت الأيام الأخيرة عن خروج الخلافات داخل حزب التجمع الوطنى للإصلاح والتنمية المعارض إلى العلن، بفعل الموقف المحتمل من استحقاقات يونيو 2019، والتحول الذى يقوده رئيسه الحزب محمد محمود ولد سييدى ، أو ما أسماه بالنسخة الجديدة من حزب "تواصل".

 

وشكل ضغط قائد الحزب المعارض محمد محمود ولد سييدى باتجاه مرشح مشترك للمعارضة الموريتانية، لكن من خارج رموزها ، نقطة الخلاف الأبرز، مع تباين الرؤى فى العديد من النقاط الأخرى، وهو مادفع برجل الحزب الجديد إلى إجراء تغيير كبير فى تشكلة الحزب خلال الدورة الأخيرة لمجلس الشورى، بعدما تقدم برسالة إلى أعضاء المجلس يطالب فيها بتغيير بعض نوابه، وإجراء تغيير واسع فى الأمانة العامة للحزب، وإخراج عدد من أعضاء المكتب التنفيذى من التشكلة الحالية.

 

وقد حاول ولد سييدى توضيح بعض الأمور خلال مقابلته الأخيرة مع قناة المرابطون، قائلا إنه أعطى الأولوية لبناء الحزب، قبل الخروج للإعلام، وإن نسخة جديدة من حزب تواصل سيتم إخراجها، مع احتواء أكبر قدر ممكن، مقللا من امكانية تأثر الحزب ببعض المغادرين، ومؤكدا أن مرحلة جديدة على الأبواب دون توضيح أكثر.

 

ودافع ولد سييدى عن اختياراته، وخصوصا بعد تعيين عضو المكتب التنفيذى ابراهيم ولد البكاي زعيما للمعارضة فى ظل وجود أكثر من قيادى فى الحزب، قائلا إنه خيار مقنع، وسيتضح الأمر خلال المرحلة المقبلة.

 

وقد شكل اختيار الوزير الأول السابق سيدى محمد ولد بوبكر نقطة الخلاف الأبرز بين رموز الحزب.

 

ففى الوقت الذى يتحدث فيه رئيسه محمد محمود ولد سييدى عن انفتاح يجلب المزيد للمعارضة، ويقلع بها نحو التغيير، منهيا الجدل بشأن مرشح محتمل من رموز المعارضة خلال الفترة الحالية، يرى ولد منصور أن " من غير المطلوب ولا المفهوم أن تأتى المعارضة بمن لايترجم رغبة جمهورها فى التغيير ولا يستطيع ترجمة منطلق الانتقال ومايستلزمه من ممكن الإصلاح".

 

مواقف لم تعجب فدرالى الحزب فى الحوض الشرقى عبد الله ولد سيداتى، فعلق قائلا " تقتضى الحصافة لسياسى بوزن الرئيس جميل منصور عدم تصريحه بآرائه للرأي العام فى القضايا المطروحة للتداول بين أحزاب المعارضة، لأن ذلك يسبب إرباكا للتداول الجارى".

 

موقف سارع القيادى البارز فى الحزب أحمدو ولد الوديعة إلى تلافيه بالقول" أظن أن النقاش الموضوعى بيننا معاشر الساعين للتغيير يجب أن يتجه إلى تدقيق واجب فى ملفات المرشحين وسلامتها من الضلوع فى الجرائم الاقتصادية والحقوقية (أيا يكن موقعهم الآن وقبل) ، وفى استعدادهم لحمل برنامج وطنى تصالحى يعيد تأسيس عقد اجتماعى على أسس المواطنة والعدل، وفى قدرتهم على إيجاد ديناميكية تغيير تحدث أملا جديا فى فرض تغيير حقيقى يقف فى وجه المرشح المحمول عسكريا".

 

توجيهات ولد الوديعة لم تلق آذانا صاغية لدى النائب السابق لرئيس الحزب الشيخانى ولد بيب الذى دون قائلا " لوك العبارات الخداعة والملتوية وتلميع أحذية بالية لأنظمة غابرة فليس المطلوب ولاواجب الوقت، أما تخدير المناضلين بعبارات الأحاجى وأساليب التمييع والتوارى وراء لغة اللف والدوران فليس المنتظر"..

 

وختم بالقول " أما الديناميكية فإن لم تكن لصالح التغيير والنصاعة فلا خير فيها".