تعج الساحة الوطنية هذه الأيام بالتجمعات والتظاهرات والمبادرات خاصة الداعمة لمرشح الرئاسة محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني.
ويتبارى الجميع في شكر الرجل، فلغته عربية فصيحة، وهو موريتاني قح صادق في القول والفعل، وهو صاحب عهد و«للعهد عنده معنى» وله ارتباطات اجتماعية متعددة بأكثر جهات الوطن ومجموعاته، كما أن علاقاته بالكثيرين طيبة فضلا عن اطلاعه الواسع على مفاصل الحكم في البلد ومعرفته العميقة بخيوطه الخفية، يضاف إلى ذلك كله خبرة الرجل العسكرية والتي يرى الكثيرون إنها هي الأهم، ذلك قليل من كثير يتم تداوله عن الرجل.
وفي الحقيقة فإن الذين حكموا موريتانيا منذ تأسيسها إلى اليوم لا تنقص بعضهم الصفات بل بينهم من يزيد عليها بمزايا عديدة أخرى... فأين المشكل إذن ولماذا تقبع موريتانيا في الصفوف الخلفية لدول العالم ؟ .
يرى البعض أن أكبر مشكل يواجه حكام موريتانيا ونظراءهم العرب يتمثل في الحاشية والمقربين، وهم في الغالب عبارة عن مجموعة من المتنفذين المفسدين ينظِّرون ويخططون للرؤساء وينيرون لهم الدروب حسب مصالحهم هم فيتحول الرئيس إلى لعبة في أيديهم يحركونها كما يشاؤون، وقد ظلت هذه الطبقة تتزايد وتتنوع اختصاصاتها وتتراكم خبراتها وتجاربها حتى أوهمت الرئيس أنه هو الوطن بخيراته وحاضره ومستقبله، يلخص أحد القادة العرب دور هذه المجموعة قائلا: (جئت إلى الحكم وأنا متأكد أني أقصر إنسان في العالم واليوم أنا على يقين بأنني أطول إنسان في العالم).
هذه الشرذمة هي من يجب محاربته والوقوف في وجه مخططاته التي ظلمت العباد وخربت البلاد وغذت الشرائحية الضيقة والعنصرية المقيتة، حتى أصبح نهب المال العام بطولة وفخرا ومجرد «عرق جبين».
أمام رئيس موريتانيا القادم فرصة ذهبية للتخلص من هذه المجموعة وإصلاح أوضاع البلاد الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، فموريتانيا بمساحتها الشاسعة وخيراتها الغنية والمتنوعة وبعدد سكانها القليل يكفيها:
1- نظام يؤمن بالوطن والمواطن، يحترم القانون ويعيد للدولة هيبتها
2- إصلاح يفرض مجانية التعليم والصحة، وينتشلهما من مضاربات السماسرة وجشع التجار
3- تقليص نفقات الدولة وخفض عدد الوزارات والحد من أسفار الرئيس والوزراء.
4- دعم المواد الاستهلاكية والحد من ارتفاع الأسعار.
5- توفير العدالة حتى يشعر المواطن بالمساواة والأمان ويسد الباب أمام أعداء الوطن في الداخل والخارج.
6- استتباب الأمن وفرضه بقوة ومعاقبة المجرمين.
وانطلاقا من هذه الرؤية جاءت مبادرة "معا من أجل مستقبل واعد" التي ينضوي تحت لوائها الكثير من الأطر الموريتانية تعتبر في الواقع خلفا لسلف قاوم المستعمر وقدم الشهداء في سبيل الوطن وهي بذلك ليست وليدة اللحظة وإنما هي امتداد لكل الشهداء الذين روت دماؤهم الزكية هذه الأرض ، وهي إذ تدعم المرشح محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني، فإنها ترى فيه الرجل المناسب والقادر على العبور بموريتانيا نحو بر الأمان وتحقيق ما تحتاجه المرحلة الراهنة سبيلا إلى استقرار وأمن ورفاهية الشعب الموريتاني.
د. خادم الله / ابيش
المدرسة العليا للتعليم - نواكشوط