أثار غياب الوزير والمحامى سيدى محمد ولد محم عن حفل تنصيب الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى ضجة كبيرة، بحكم حضور الآلاف من منعدمى الصفة للحفل الذى أقيم بقصر "المرابطون"، وغياب أبرز شخصية فى الأغلبية الداعمة للرئيس محمد ولد عبد العزيز، وأكثر الوزراء صداقة مع الرئيس المنتخب محمد ولد الشيخ الغزوانى عن حفل تنصيبه.
اللجنة التحضيرية بقيادة الوزير الأمين العام للرئاسة ولد الشيخ سيديا لم يصدر عنها أي تصريح أو تعليق على الحفل وما شهده من اختلالات وفوضوى، كما لم يصدر أي تبرير للقرار الذى اتخذوه بإقصاء من عايش التجربة الديمقراطية الموريتانية، وكان لسان التحول الحاصل بموريتانيا منذ انقلاب الجيش على الرئيس الأسبق سيدى محمد ولد الشيخ عبد الله.
صحيح أن ولد محم غادر الحكومة قبل انتهاء مهامها، وصحيح كذلك أنه غادر قيادة الحزب فى المؤتمر العام، قبل اختيار خليفة له، وصحيح أنه لايتولى رئاسة أي نقابة عمالية أو صحفية، ولم يمارس التجارة، لكنه يظل بحكم تجربته وعمقه فى المنظومة الحاكمة أكثر من مجرد وزير أو رئيس حزب سياسى ، وأكثر فاعلية فى المشهد من أي نقابى أو رجل أعمال.
تابع الوزير سيدى محمد ولد محم تفاصيل الحفل من منزله بنواكشوط، بعد عشر سنين من الحضور الفاعل والمؤثر فى مجمل دوائر السلطة والسياسية بموريتانيا، وغاب عن الصفوف الأمامية فى "المرابطون" بعد أن ظل فى القيادة من أكثر من موقع، وحديث الإعلام دون منازع فى كل مشهد.
لقد أبان الحفل عن هشاشة كبيرة فى التنظيم وارتباك سجله أكثر من متابع، لكن اللحظة الأهم بالنسبة للجميع،كانت وجود تداول سلمى على السلطة، وعبور البلاد إلى بر الأمان، بعدما كادت سفنها تتيه فى لج الخلافات الداخلية، والصراع بين رموز المشهد من أجل كرسي لايتسع لأكثر من شخص واحد.