البرلمانية تمنح المعارضة أبرز حقوقها دون تفاوض

كسرت قناة البرلمانية – أحدث القنوات العمومية بموريتانيا- الحظر المفروض تلقائيا على الأطراف السياسية المعارضة فى وسائل العمومية، وسمحت لها بالولوج إلى الإعلام العمومى، دون تفاوض أو اتفاق مسبق مع قادة الكتل البرلمانية المعارضة فى البرلمان.

القناة التى يديرها الإعلامي سيدى ولد النمين، وتحت الإشراف المباشر لرئيس الجمعية الوطنية الشيخ ولد بايه، تتخذ من الجمعية الوطنية مقرا، ومن قضايا المطروحة فى البرلمان أبرز أجندتها الإخبارية، و باتت منافسا قويا للقنوات الخاصة بموريتانيا، مع الاحتفاظ بالطابع الرسمى، بعدما قررت إطلاق مسطرة برامجية تسمح لجميع القوى السياسية الممثلة فى البرلمان بالحضور، وتناقش القضايا المطروحة فى الساحة المحلية دون تحفظ، وتستضيف أبرز زعماء المعارضة بموريتانيا دون انتقاء.

انطلقت القناة رسميا يوم تنصيب رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزوانى، وأختير لها شعار "صوت الشعب" ليكون العنوان الأبرز لها، مع انتقاء نخبة من الإعلاميين الذين كانوا يعملون فى بعض القنوات الخاصة أو الإذاعة الوطنية من أجل مواكبة المرحلة المقبلة.

وتعطى القنوات أولوية للنواب والقضايا المطروحة داخل البرلمان، ومشاكل الدوائر الانتخابية التى ينتمون إليها، ورموز الجمعية الوطنية الذين لفهم النسيان، لكنها فى المقابل تناقش بعض القضايا السياسية المطروحة مع رؤساء الكتل السياسية وقادة الأحزاب المعارضة دون تحفظ.

وقد بدأت القناة بحوار موسع مع رئيس حركة إيرا بيرام ولد الداه ولد أعبيدى، عضو الجمعية الوطنية، ومحمد جميل ولد منصور، القيادى بالحزب الأبرز داخل الساحة المعارضة، ولمرابط ولد الطنجى نائب مقاطعة الشامى عن الإتحاد من أجل الجمهورية، والشيخان ولد بيب نائب رئيس الجمعية الوطنية عن حزب تواصل، ونائب أكجوجت عن حزب الإتحاد من أجل الجمهورية.

وتفاديا لما وقعت فيه وسائل إعلام أخرى، تقرر إبعاد الأحزاب غير الممثلة فى البرلمان من مسطرة القناة، وعدم استضافة رموزها أو رموز الجمعيات الشكلية، لما أتسمت به تلك التولفة من تمييع للحياة السياسية والجمعوية بموريتانيا خلال العقود الماضية.

ورغم أن فتح وسائل الإعلام العمومية أمام المعارضة ظل نقطة عالقة منذ عقدين، بفعل ارتباطه بالحوارات السياسية المتعثرة، إلا أنه تم داخل القناة البرلمانية دون تفاوض، وباتت برامجها الحوارية عاكسة لمجمل تنوع الطيف السياسى بموريتانيا، بعدما عمدت وسائط إعلام عمومية أخرى- بينها التلفزة الموريتانية الأم-  إلى تغييب نصف المجتمع، لأسباب سياسية محضة، وكرست برامجها لترويج رؤية واحدة، مما أفقدها القدرة على التأثير والإقناع، وأفقد المشاركين فيها من الأغلبية الحماس المطلوب للدفاع عن الفكر الذى يؤمنون به، فى ظل ضيوف فى الغالب ينحدرون من نفس المشكاة، ويتبنون نفس الأفكار وتوزع عليهم نفس العناوين العريضة، ويلزمون قبل المشاركة بخط واحد.

وقد قررت البرلمانية خلال الفترة التحضيرية للبث ، اعتماد مقاطع ترويجية من مداخلات النواب، شملت مجمل الطيف السياسى بالجمعية الوطنية، كما قررت بث برامج تميط اللثام عن الدور الذى لعبه جيل التأسيس، بعقد عقود من التغييب القسرى، فكانت أولى حلقات المشاهير عن حياة أول رئيس للجمعية الوطنية "سيدى المختار ولد يحي أنجاي" الذى تولى إعلان الاستقلال 1960، مع تسجيل حلقات أخرى عن زميله حمود ولد أحمدو، وسليمان ولد الشيخ سيديا ويحي كان.

ويعتقد البعض أن استمرار القناة فى خطها الحالى سيجعلها من أهم القنوات الإعلامية فى البلد، كما ستكون وجهة أبرز الساسة بموريتانيا، رغم محافظتها على خطها العام قناة رسمية.