ارتفعت وتيرة المراجعين من أبناء المناطق الشرقية للمراكز الصحية بجمهورية مالى خلال الفترة الأخيرة، بفعل تردى الخدمات الصحية المالية، وقرب المراكز الصحية المالية ، مقارنة بالعاصمة نواكشوط، والعناية التى يحظى بها زوار تلك المراكز.
وتقول مصادر زهرة شنقيط إن العديد من سكان باسكنو وأمرج وعدل بكرو وتمبدغه ولعيون وأعوينات أزبل، يميلون لزيارة المراكز الصحية المجاورة ك"النواره" و"أنيور" و"باماكو"، والبعض يزور المراكز الصحية الموجودة فى الريف المالى، وسط دعاية متصاعدة عن نجاعة تلك المراكز مقارنة بمثيلاتها فى المراكز الحضرية بالشرق الموريتانى.
ورغم أن الدولة الموريتانية افتتحت خلال السنوات الأخيرة عدة مراكز صحية، وبعض المستشفيات، إلا أن العجز الكبير فى الأخصائيين، وضعف العناية بالمراجعين، والإكتظاظ، وبعد المسافة بين مدن الشرق الموريتانى والعاصمة نواكشوط، كلها أمور عقدت من حياة المرضى، ودفعت أولياء الأمور الى التوجه للجوار.
ونقل مراسل لموقع زهرة شنقيط عن مصادر فى مركز "بوسطيله" الإداري قولها إن النساء الحوامل،يلجأن الى النعمة فى الحوض الشرقى 187 كلم من أجل مراجعة الطبيب، رغم أن ترتيب موعد معه يحتاج إلى الكثير من الانتظار، وربما تجلس الواحدة أكثر من أسبوع فى انتظار موعد طبى.
ولا يوجد فى مركز "تمبدغه" الصحى أي طبيب مختص فى أمراض النساء، كما أن طبيب العيون يزور المقاطعة مرة واحدة كل أسبوع، وهو مايعمق مأساة السكان بمناطق واسعة من الولاية، كالقادمين من جكنى" و"أفيرنى" و"أعوينات أزبل" و"بوسطيله" و"عدل بكرو"، ولايوجد طبيب مختص فى أمراض العيون فى الحوض الغربى على العموم.
وقد توافد الآلاف قبل أسابيع على أحد الأطباء – حماه الله ولد سيد الأمين- خلال عطلته السنوية، بعدما قرر إجراء 60 عملية جراحية على حسابه الخاص، وكادت مكاتب المركز الصحى – مستشفى لعيون- تنهار بفعل الضغط الناجم عن عدد المصابين المطالبين بفرصة، رغم أن الجهود الذاتية للطبيب كانت عاجزة عن استيعاب الحجم الذى غض به مستشفى الولاية دون تعبئة أو تحضير .
ويلجأ بعض المصابين فى حوادث السير، والنساء الحوامل، والمصابين بالأمراض الباطنية إلى المراكز الصحية بالجارة مالى من أجل تلقى العلاج، مستفيدين من تكاليف الإقامة المنخفضة مقارنة بالدول الأخرى.