أبرز وجهاء أوكار: واقع المنطقة صعب وهذه مطالبنا من الرئيس (فيديو)

دعا الوجيه البارز بمنطقة أوكار محمدو ولد باب رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزوانى بإعادة النظر فى واقع المنطقة، ودعم الزراعة لمواجهة الواقع الهش بالمنطقة، وإعادة الاعتبار للسكان الذين رابطوا فيها لعدة عقود، رغم الجفاف الخطير الذى عاشته ونزوح الآلاف منها إلى المدن الكبيرة.


وقال محمدو ولد باب – وهو فاعل سياسى بالمنطقة خلال العقود الماضية وأحد أبرز الوجهاء فيها- فى رسالة مسجلة إلى رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزوانى – عبر زهرة شنقيط-  يعيش لحظة تحول خطيرة. ضاربا المثل بما آل إليه أول تجمع بمنطقة أوكار (أكدرينت)، حيث استنزفته الهجرة شبه اليومية إلى المدن الكبيرة بفعل الفقر وتراجع التعليم العمومى، وانعدام المياه، بعدما بات استخراجها بطرق بدائية أمرا مكلفا للسكان الذين قاوموا شغف العيش وقساوة الظروف لأكثر من 60 سنة.

 

وحدد محمدو ولد باب ثلاثة نقاط وصفها بالمستعجلة فى رسالته لرئيس الجمهورية، وهي :

 

 

1 – انعدام المياه – رغم وجود حفر يحتضن أكبر كمية من المياه بالمنطقة (18 طن فى الساعة لكنه بحاجة إلى تجهيز) ، قائلا إن الماشية تضررت بشكل كبير بفعل صعوبة استخراج المياه من الآبار التقليدية، وهو مايحتم إشعار الإدارة بالواقع الذى تعيشه المنطقة فى الوقت الراهن.

 

2- إعادة انتشال القطاع الزراعى، قائلا إن الحرث تضرر، وفسد بفعل انعدام المياه، وقلة السياج المطلوب لحماية الحقول الزراعية من الماشية. مذكرا بوضعية السد الموجود داخل القرية (أكدرنيت) الذى ظل أبرز مصادر تموين المنطقة بالحبوب والخضروات طيلة العقود الخمسة الأخيرة، وبجهود شخصية محضة، حيث كانت عمليات تسييجه تتم ببقايا الأشجار الميتة، فى ظل منعه البات لقطع الأشجار أو الإضرار بها، بينما حالت الجهود فى الموسم الأخير – ولأول مرة منذ 50 سنة- عن تجديد "سياجه" أو استغلاله.

 

3- أما النقطة الثالثة فهي التعليم، والذى تضرر بفعل انقطاع المياه وتعثر الزراعة، ونزوح السكان إلى المدن بحثا وسيلة لتأمين لقمة العيش، والحصول على مياه صالحة للشرب، وهو أمر يتطلب تدخل الإدارة لمعالجة الواقع وتثبيت السكان فى مناطقهم الأصلية.

 

ويعتبر محمدو ولد باب – وهو منتخب سابق فى المجلس البلدى بأم الحياظ، ووالد نائب رئيس المجلس الجهوى فى الحوض الغربى مت بنت محمدو ولد باب- من أوائل الرجال الذين ضحوا من أجل وجود استقرار بمنطقة أوكار.

 

ويقول محمدو ولد باب إنهم حاولوا التكيف مع المنطقة منذ الاستعمار الفرنسى دون اللجوء للإدارة الفرنسية أو الإدارة المحلية بعد الاستقلال، فحفروا الآبار فيها دون دعم من الحكومة ( أكدرنيت- آجوير- آكريوه- كنيو) وأسسوا عدة سدود لإدخال الزراعة فى المنظومة التنموية بالمنطقة (أجوير – تامورت كنيو- أحريثت محمدو- أغليق أكدرنيت-  أعوينت ولد بوعود- أحريثت أركوكه- أحريثت بوجناح). كما حافظوا على البيئة المحلية، عبر حملات موسمية لمحاربة قطع الأشجار وتحريمها فى المحيط الذي عاشوا فيه، دون اللجوء للقوة العمومية، مستغلين العلاقات التى يمتلكون بمجمل القوى القبلية بالمنطقة لحماية مجمل نقاط المياه والغابات القليلة التى قاومت الجفاف.

 

كما أطلقوا عدة مشاريع لوقف زحف الرمال عن بعض القرى بمنطقة أوكار، وهي المشاريع التى كانت لها نتائج إيجابية على حياة الناس واستقرار السكان فى القرى المهددة بزحف الرمال. وكانت محل تثمين فى ثمانينيات القرن المنصرم من قبل بعض المنظمات المهتمة بالبيئة فى أوربا، وخصوصا الألمانية منها على وجه الخصوص.

 

وقد غادر محمدو ولد باب وعدد من أبناء مجموعته القبلية منطقة "تميزين" بمقاطعة كوبنى عشية دخول القوات الفرنسية إلى مقاطعة لعيون، وبعد فترة من التنقل بين مناطق "أوكار"و"الباطن"، قرروا 1958 تأسيس أول تجمع قروى بمنطقة "التيارت"، شرق "بخواكه" ببلدية أم الحياظ، قبل أن يقرروا فى نهاية المطاف تأسيس قرية جديدة فى منطقة "أكدرنيت" سنة 1961، وهي القرية التى رابطوا فيها طيلة العقود الماضية إلي اليوم، رغم الهزات العنيفة التى عاشتها المنطقة والجفاف الذى عصف بالماشية والهجرة الكبيرة لبعض سكان المنطقة نحو المدن الكبيرة ( لعيون / تمبدغه/ اعوينات أزبل/ نواكشوط).

 

فيديو: