حزب الاتحاد وتعطل الماكنة/محمد الشيخ سيدي الطلبة

شهد الإعلام العمومي انفتاحا خاصة علي مستوي التلفزيون الرسمي وهو ما تجسد في الانفتاح على الطيف السياسي موالاة ومعارضة وكان برنامج الرأي السياسي المتميز الذي يقدمه التلفزيون أحد تجليات هذا الانفتاح الذي يعتبر أقل ما يمكن في ظل أي انفتاح دمقراطي حقيقي.

وكانت الحلقتان اللتان اجريتا من هذا البرنامج ناجحتان بكل المقاييس ففي الأولي كان الرئيس المهندس سيد محمد ولد الطالب أعمر علي قدر المسؤولية وكانت اجاباته واضحة ومعبرة عن النهج السياسي للحزب ودوره في مواكبة برنامج الأخ الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني واستطاع إخراج خطاب الحزب في حلة جديدة وكانت اجاباته عفوية وغير متكلفة تكتسيها براءة تنم عن صدق القول رغم براعة المحاور الأستاذ بداه الذي حاول المراوغة في طرح الأسئلة.

كما كانت حلقة البارحة أيضا قمة في الخبرة السياسية للاخ محمد محمود ولد سيدي رئيس حزب تواصل حيث استطاع بدهائه المعهود مسك العصا من الوسط في تعامل حزبه مع السلطة وأبان بدملوماسيته المعهودة عن وجود إختلاف في وجهات النظر داخل حزبه إن لم نقل خلاف وهو ما عبر عنه بقوله نقبل وجود راي مخالف لكن حين يتخذ القرار نصادر الموقف.

ولكن في نفس الوقت أرسل رسائل غير مشفرة إلي أصحاب القرار بضرورة إشراك الجميع في التعيينات وبتنظيم حوار سياسي يشمل الجميع كم حذر من تداعيات الاضطرابات الاجتماعية الناجمة عن مخلفات كورونا.

لكن المتابع لأصداء الحلقتتين يجد اختلافا كبيرا في مستوي تسويقهما إعلاميا فرغم تكافئهما سياسيا من ناحية التنظير إلا ان المتتبع لوسائل التواصل الاجتماعي والسوشيل ميديا يكاد يجزم بأن الماكنة الإعلامية لحزب الإتحاد متعطلة حيث لم تجد الحلقة الأولي ماتستحقه من الترويج الإعلامي خاصة في هذه الوسائل والتي أصبحت اليوم أكثر تأثيرا في الرأي العام من وسائل الإعلام التقليدية.

بينما تعج هذه الوسائل اليوم بشرح وتسويق حلقة البارحة مع الأستاذ محمد محمود ولد سيدي وذلك طبعا عائد إلي قوة ودينامكية الماكنة الإعلامية للإخوة في حزب تواصل ومع احترامي للاخوة القائمين على الجانب الإعلامي في حزب الاتحاد ومعرفتي بكفاءتهم العلمية إلا أنه يلاحظ غياب شبه تامة لمواكبة الأنشطة والخرجات الإعلامية للحزب في وسائل الإعلامي خاصة منها السوشيل ميديا وهو ماينبغي الإنتباه إليه وتداركه لأننا اصبحنا في عصر الإعلامي الذي يغزو كل بيت و دون استئذان.