يعتبر الحزب الوحدوى الاشتراكي من أقدم الأحزاب السياسية القومية بموريتانيا، مع مسار مضطرب ظل فيه الحزب ملاذ القوى الراغبة فى الحضور من دون ترخيص، بحكم اضطراب المسار الديمقراطى بالبلد.
أسس الحزب من قبل المحامى ( المقيم حاليا فى الامارات العربية المتحدة محمد الأمين ولد محمد بابو، وفى أول مؤتمر عقده الحزب تم اختيار يحي ولد محمود ولد عثمان أمينا عاما جديدا له مع تشكلة سياسية يربطها المسار المشترك والحماس للفكر القومى، مع تطور تلك العلاقة بين بعض رموزه لاحقا.
كان الحزب المعارض ساعتها واجهة العديد من الأنشطة السياسية داخل البلد ، وخصوصا تلك التى ينظمها الرباط الوطنى لمقاومة الاختراق الصهيونى وبعض التشكيلات السياسية غير المعترف بها، فى ظل ضغوط قوية مارسها نظام العقيد معاوية ولد الطايع ضد أبرز الأحزاب السياسية المعارضة بالبلد ، للتوقف عن احتضان دعاة قطع العلاقات مع إسرائيل والقوى الإسلامية الممنوعة من الترخيص بقرار حكومى.
مع انشغال أمينه العام يحي ولد محمود ولد عثمان بالعمل فى بعض المنظمات الخارجية ذات الأهداف الإنسانية، قرر الحزب اختيار أمين عام جديد هو القيادى القومى المعروف محفوظ ولد أعزيزى، الذى ظل ممسكا بالقيادة إلى غاية المؤتمر الأخير المنعقد يوم الأربعاء الماضى بالعاصمة نواكشوط.
تحالف الحزب مع التيار الاسلامى فى انتخابات البرلمان 2006، وهو مامكن من دخول النائب عن الحزب السالك ولد سيدى محمود إلى قبة البرلمان ممثلا للاسلاميين الذين اختاروا الترشح المجالس المحلية عبر بوابة المستقلين.
يوم الأربعاء الماضى عقد الحزب مؤتمره بالعاصمة نواكشوط دون إشعار الداخلية أو الجهات الأمنية، وأختار قيادة مؤقتة، بموجبها تم اختيار الوزير السابق سيدنا عالى ولد محمد خونه أمينا عاما للحزب، قبل أن يباشر الحزب أعماله اليوم الأربعاء من مقره الجديد وسط العاصمة نواكشوط.
خطوة لم تستسغها الحكومة الجديدة، فقررت اغلاقه واعتقال بعض رموزه، والتحفظ على أي نشاط أو هيكلة تكون واجهة سياسية للرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز.