شكل دعم حزب الاتحاد والتغيير الموريتانى (حاتم) للرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى أول موقف معارض، تمكن أصحابه من تجاوز الخلافات السابقة، وقرروا الانتقال بشكل سلس من معسكر الرفض إلى معسكر الرئيس الفائز بانتخابات يونيو ٢٠١٩.
غير أن الأشهر الماضية حملت رسائل سلبية للحزب ورئيسه صالح ولد حننا، الذى يعتبر من أبرز رموز المعارضة منذ خروجه عن المألوف ٢٠٠٣، وقيادته لمحاولة انقلابية كانت بداية تحول جذرى فى المشهد الداخلى بموريتانيا.
ورغم حزمة التعيينات فى الحكومة والرئاسة والوزارة الأولى والاعلام والدوائر الحكومية لم يحظ رئيس الحزب أو أي فرد من رموزه بلفتة من الرجل الممسك بزمام الأمور، تقديرا للموقف الذى أتخذوه دون مقايضة أو اتفاق، واشراكا لنخبة قررت الخروج من معسكر المعارضة ودعم الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى وبرنامجه، بعد ما أعلنه من خطط ورؤى خلال الأشهر الأخيرة.
ويشكل إقصاء الحزب والمنتمين إليه من مجمل التعيينات الحكومية رسالة بالغة الوضوح لكل الحالمين بمكانة داخل المنظومة التقليدية، فى ظل رضوخ صناع القرار لشبكة من المتحكمين فى تسيير البلد، وفرض الأجندة التقليدية والطبقة المحكوم بها منذ عهد العقيد معاوية ولد الطايع ، مع ترك مسافة للحالمين ضمن الخطابات الموسمية، وفرصة لدعم مسار الإصلاح عن بعد!.