هكذا كانوا يعاقبون أهل الفن بموريتانيا

يروي سكان ولاية تكانت حكاية طريفة للأمير الراحل عبد الرحمن ولد أسويد أحمد (الدان) مع الفنان الموريتاني الشهير حم ولد نفرو بعد غضب الأمير من تصرف قام به الفنان المحبب للجماهير ساعتها داخل الحلة، وقرار الأمير بفرض عقوبة صارمة علي الفنان ملزما أتباعه ومحبيه بعدم خرق القرار الأول من نوعه بموريتانيا.

فقد قرر الأمير معاقبة الفنان بحرمانه من سماع كلمة “هح” التي ستعملها الموريتانيون عادة مع سماع أغاني أصيلة أو تفاعل مع آلة موسيقية يستعملها أغلب الفنانين قديما (تيدنيت)، وسط حيرة من جميع أتباع الأمير بعد الموقف الحرج الذي وضعهم فيه غضب الدان ولد أسويد أحمد.

 

وقد استمر حصار الفنان حم ولد نفرو لبعض الوقت مع استمراره في الغناء داخل الحلة، واحياء سهرات ممتعة للأمير ورفاقه رغم المعاناة التي يعيشها.

 

وفي احدي الليالي زار الحله الرجل المعروف محمد محمود ود أمينوه (قبيلة كنتة)، وبدأ الفنان بترديد أبيات شعر بصوته الشجي، وكان محمد محمود معروفا بجزالة شعره الحساني وحضوره في المجالس، لكنه في موقف حرج وهو ضيف الأمير.

 

ومع استمرار الفنان في أمسيته الفنية قرر ولد أمينوه كسر الطوق المفروض علي الفنان المسكين،قائلا “كيفان” كانوا بمثابة فتح كبير علي أنصار ولد نفرو ومحبيه.

 

حد اسمع هولك يالمجّاد:: هح إيڭول الفوڭ امصرّح

 ولّ هح التحتْ، أسوَ زاد :: هو بعد اسمُو ڭايلْ هح

 

فلما سمعها الأمير عبد الرحمن ولد أسويد أحمد (الدان) قال “هح”  ثلاث مرات ، فردد أتباعه بعده “هح.. هح” منهين مأساة الفنان المسكين ..