يعيش الحوض الغربى على وقع تهميش ممنهج داخل الدوائر الحكومية لأكبر الكتل السياسية والشخصيات الوازنة التى ساندت رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزوانى، وسط تداول أكثر من تفسير لما يجرى من إبعاد وتهميش لرموز المنطقة خلال الفترة الأخيرة.
رئيس حزب الاتحاد والتغيير الموريتانى صالح ولد حننا كان أبرز شخصية سياسية معارضة ساندت الرئيس الجديد بعد فوزه ، خصوصا بعد ظهور مؤشرات قوية على وجود خلاف قوى بينه وبين سلفه الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، لكنه لم يحظ بأي اهتمام من دوائر الحكم، رغم مكانته الكبيرة فى الولاية وفوز حزبه ببلديتها المركزية، ودوره فى الذاكرة الجمعوية كأحد أبرز من قارع الطغيان وضحى من أجل التغيير.
كما لم يحظ نواب الولاية بمكاسب سياسية تذكر، رغم مابذلاه خلال الحملة الرئاسية وقبلها لصالح الرجل الذى انتخب رئيسا للبلاد من شوط الانتخابات الأول، ولم تحظ الدوائر التى ينشطون فيها بأي خدمة، ولم يوجه إليها أي مشروع.
بل إن بلدية أم الحياظ التى كانت أكبر خزان انتخابى ساند الرئيس فى الولاية، والنائب عمار ولد أحمد سعيد لاتزال البلدية الوحيدة الممنوحة من خدمة الهاتف النقال، مع أزمة مياه خانقة، رغم أن أنابيب مياه أظهر تمر منها، لكنها غير مجدولة ضمن المشروع الكبير.
النائب السابق سيدى عالى ولد سيد الأمين، ورئيسة منسقة نساء لعيون الأستاذة الجامعية لاله بنت سيد الأمين، شربوا من نفس الكأس، فلا الأول عوض عن جهوده وحضوره خلال الحملة وقبلها وغيابه عن كل المناصب السياسية، ولا الثانية قدرت خطورتها بالرحيل عن تواصل لمعارضته دعم الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى، وانحيازها للرجل فى أتون الحملة والتضحية من أجل كسب المزيد من الأنصار له.
وغابت مجالس محلية بالكامل عن واجهة الفعل التنفيذي واهتمام الرجل وتسيير ، وقارعة التعهدات التى أطلق عشية وصوله للسلطة، كما هو حال شباب منطقة أوكار المتروك للفقر والتهميش والبطالة، رغم وجود مثقفين أكفاء، ووجهاء كانوا إلى جانب الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى ومشروعه، بعدما انحازوا إليه من قوى سياسية مختلفة يرجون الإنصاف ويأملون فى حصول أي تغيير.
كما تراجع الاهتمام الرسمى بمشروع ترمسه، رغم النتائج الإيجابية له على مستوى ولوج الأطفال للتعليم، وحصول أول دفعة من أبناء المنطقة على شهادة الدروس الإعدادية منذ الاستقلال، بفعل تضافر عدة جهود رسمية وحزبية للنهوض بالسكان، والدفع باتجاه توطين شروط التنمية.