مضحكة هي أحلام بعض الموريتانيين، وصادمة هي أفكار النخب المدنية والعسكرية المتصدرة للشأن العام، وغريبة هي رهانات البعض على الشراكة والتأثير والحضور فى مشهد كانوا خصوم صناعه، أو أختاروا النأي عنه وهو قيد التشكل لحسابات فى الغالب جد ضيقة، أو تقدير خاطئ، أو لرهان لم تسعفه موازين القوى ولم يكلل مساره بالنجاح .
نخبنا الديمقراطية جاهزة دوما لرفض قيم الديمقراطيه والحكم الرشيد ، والكفر برأي الآخر مهما كانت وجاهته ، بل بالآخر ذاته بغض النظر عن موقعه وموقفه، والاحتكام للغة التخوين والشتائم والتعريض كلما أحس أحدهم بالفراغ، أو أستهوته أحلام الحضور ، أوقعد به جهده عن مواكبة المسير.
"الرئيس يجب أن يستقيل!
البرلمان غير شرعي !
المجالس الجهوية يجب أن تلغي، وقادتها يجب أن يحالوا للنتقاعد المبكر !
الأحزاب لا تمثل غير قادتها! "
تلك للأسف هي اللغة اليومية لرموز النخبة السياسية المحلية وشبه السياسية، والمشجب الذى يتعلق به كل محبط عاجز عن التأثير، أو فاعل لم تسعفه أو تنصفه نتائج صناديق الإقتراع، وكل إطار حالم بالحضور والتوظيف دون أن تتاح له فرصة، أو تأجلت حظوظه لسبب أو لآخر !؟ ...
لكن العملية الديمقراطية أكثر من تعبير عن الرأي، أو وصول للسلطة، أو فوز بمقعد انتخابى، أو كسب لنتائج أي استفتاء، إنها احترام للرأي الآخر، وتفهم لحركة التاريخ ، واستعاب لموازين القوى ، ودفاع عن القناعة دون شطط، والحرص على الحضور عبر الطرق المشروعة والمتاحة، وتدافع تحكمه أصول اللعبة، وتباين ضمن المشترك، واختلاف دون إلغاء، ومنافسة يقبل أصحابها بالنتائج، وحكم تقبل القوى السياسية بما يقرره.
فمن لم تسعفه الظروف، لزمه الانتظار، ومن خالف الحاكم هواه - وهو مخالفه لامحالة- جاز له إعمال آليات الرقابة المتعارف عليها، ومن عز عليه لجم حركة الغير بالآليات القانونية المتاحة، فلكل منصب آجال، والتغيير يحتاج إلى شد الرحال والتشمير عن سواعد الجد، لا اسنجداء الحاكم أن يرحل وماهو براحل تحت الضغط، أحرى دعوات العاجزين عن التكيف مع الواقع، والصبر على طول الطريق، ناهيك عن التأثير فى مسار تحكمه نصوص قانونية صريحة، وتحميه مؤسسات جمهورية راشدة، ولديه أنصار كثر، بغض النظر عن حجم المنجز من قبله، أو مظاهر التقصير الواردة على كل حال.
سيد أحمد ولد باب/ مدير زهرة شنقيط