يبدو أن رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزوانى مصر على إحراج خصومه، وتعزيز نظرة أنصاره لحكمه وآليات اتخاذ القرار داخل المطبخ الحكومى، وتقليم أظافر مناوئيه، وحشر معارضيه فى الزاوية، كلما تلمسوا نافذة للخروج من مأزق اللاتأزيم إلى فضاء المشاكسة والإحراج..
آلية جديدة لضبط أسعار السلع وتوفيرها وفرض التوازن داخل السوق وحماية الشعب من جشع التجار ، بعد تحديد الأسعار وإلزام التجار بها دون استثناء، وإطلاق خطط أخرى لتوفير المواد الغذائية والأسماك بكميات معتبرة فى متاجر التضامن وبأسعار معقولة داخل مجمل البلاد.
ما الذى يطلبونه غير ذلك؟
وما الذى حملوه من حلول للرأي العام خلال أسابيع التشهير الأخيرة غير ما ألزم به الرئيس نفسه ، وكلف به مجمل معاونيه؟ ..
قد يكون الإشراك فى وضع التصور هو مطلبهم اللاحق، وقد يعتبرون الخطوة سابقة لأوانها، بدعوى أهمية ترك منجز ما للتشاور والحوار المرتقب... !
(*) لا إقصاء لمن أصر على إقصاء نفسه
ولعل الخطوة الثانية المهمة فى سياق مهم هو الآخر، هو إصرار رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزوانى على أن يكون التشاور المرتقب شاملا لكل أبناء البلد، بغض النظر عن حجم التمثيل أو الشرعية القانونية أو النظرة الإيديولوجية أو الرفض المعلل بسياقات جد مضحكة " لم نعتقد أن الوقت مناسب للحضور بعدما وجهناه من انتقاد للرئيس" ، أو " آلية توصيل الدعوة غير مناسبة، لأنها قد تفهم ضمن مسار أنسحبنا منه وموقفنا منه معروف".
إنها رسائل جد مهمة للنخبة السياسية المؤمنة بأهمية التحول العقلانى نحو دولة المؤسسات والشركات السياسية، فهل يلتقط الطرف الآخر رسالة الرئيس للجميع، أم أن خيار التدحرج نحو التصعيد غير المبرر هو خيار استراتيجي لدى البعض مهما كانت الرسائل والأجواء الإيجابية والإصرار على الحوار والتشاور والشراكة لدى الرئيس ومعاونيه؟
سيد أحمد ولد باب/ مدير زهرة شنقيط