الشرق الموريتانى : نذر جفاف آخر ومخاوف من حدوث مجاعة (تقدير موقف)

تعيش مناطق واسعة من الشرق الموريتانى على وقع جفاف هو الأصعب منذ نهاية  سبعينيات القرن الماضى، وخصوصا مناطق "أوكار" والقرى المتاخمة له، على الشريط الرابط بين "النعمة" شرقا إلى "لعيون" غربا، ناهيك عن تراجع القدرة الشرائىية للآلاف من المواطنين، بفعل النزوح الجماعى من مناطق السكن الأصلية باتجاه مناطق جديدة، بغية تأمين الكلإ للماشية، والبحث عن نقاط مياه جديدة قادرة على استعاب المنمين الذين يعيشون أسوء أيامهم بفعل ضعف التساقطات المطرية المسجلة فى بعض المناطق، وغياب أي تساقطات مطرية طيلة العام بمناطق واسعة من "الباطن" و"أوكار" و"ماشله".

 

 

وتشير التقارير الأولوية إلى ضعف القدرة الإستعابية لمناطق النزوح الجديدة، وعدم قدرة  المراعى المستهدفة من قبل النازحين على مواجهة الضغط الكبير للماشية، وانعدام الغطاء النباتى فى مناطق واسعة من المناطق المحاذية لطريق الأمل(المقطع الرابط بين تمبدغه ولعيون)، وصعوبة النزوح إلى جمهورية مالى فى وقت مبكر من العام، بفعل التكاليف الكبيرة للإنتجاع، وغياب اليد العاملة القادرة على تأمين الممتلكات وتوفير الرعاية لها فى مناطق نائية من مواطنها الأصلية، والأوضاع الأمنية الهشة بمناطق الحدود، حيث تنشط كتائب "ماسينا" وتنعدم السيطرة بشكل شبه كامل للأجهزة الأمنية النظامية، وظهور عصابات تمتهن السطو والسرقة من الماليين والموريتانيين على حد سواء.

 

 

  ويراهن السكان على التدخل الحكومى المبكر لإحتواء الآثار الجانبية للأزمة المتصاعدة، والبحث عن حلول سريعة لمواجهة نقص المياه، والنقص الحاد المتوقع فى المراعى، واقرار تدخل خاص لصالح فقراء المنطقة، من أجل تخفيف وطأة الفقر، وتعزيز المنظومة الصحية والتعليمية وخدمات المياه والكهرباء، فى ظل النزوح المحتمل نحو المدن الكبيرة بداية يناير 2022 على أبعد تقدير.

 

مدن مستهدفة أكثر من غيرها

 

وبحسب التركبة البشرية والخريطة الجغرافية لمناطق الأزمة المحتملة، تبدو عدة مدن وقرى فى مواجهة جديدة مع النازحين أكثر من غيرها، مما يضاعف الأعباء على ساكنيها، ويشكل ضغطا على الخدمات المقدمة فيها، وخصوصا المياه والصحة والتعليم.

 

ومن أبرز المدن المرشحة لإستقبال الوافدين من جحيم أوكار :

 

  • أم الحياظ

  • اعوينات أزبل

  • تمبدغه

  • لعيون

  • النعمة

 

بينما يتمركز ثقل الماشية فى المناطق الحدودية، والتى ستكون بحاجة إلى تعزيز نقاط المياه الموجودة فيها بشكل مستعجل، واستهدافها بنقاط توزيع الأعلاف أكثر من غيرها.

 

ومن أبرز المدن والآبار المرشحة لضغط الماشية واستقبال النازحين خلال الأشهر الأولى من السنة القادمة ( يناير – ابريل 2022):

 

  • جكنى

  • أفيرني

  • أغليق أهل أوجه

  • أبيزت لتعاريس

  • كوكى الزمال

  • بوسطيله

  • المبروك

 

مع امكانية تمركز بعض النازحين فى مناطق " أغورط"و"الواد" ، وخصوصا خلال الأشهر الأولى من العام ومن أبرز المناطق المرشحة لإستضافة المنمين بحسب التركبة الإجتماعية والأمان الذى يشعر به بعض المنمين خلال فترات الإنتجاع الطويلة، وسهولة نقل ضعاف الماشية عبر السيارات إلى المناطق المستهدفة أو نقاط المياه:

 

  • حاسى ولد مين

  •  حاسى أهل سيدى حيبلله

  •  القوقرى

  •  حاسى أهل أكجرت

  •  فينيه

  •  أغليق أهل بيه

  •  الرزام

  • المهره

  •  لمبيحره

 

 

إجراءات مستعجلة لصالح السكان :

 

ومن أبرز القضايا المطروحة للسكان بشكل مستعجل خلال الأسابيع القليلة القادمة:

 

  1. تشكيل لجان جهوية بالحوضين لتسيير المرحلة المقبلة (الإدارة/ المنتخبين/ نشطاء المجتمع المدنى/ روابط المنمين)

  2. تعزيز نقاط المياه الموجودة، والبحث عن المناطق ذات المخزون الرعوى الهام لحفر آبار ارتوازية رعوية فيها.

  3. تحديد نقاط لتوزيع الأعلاف فى المنطقة وتشكيل لجان تسيير توافقية بين الإدارة والمنمين، وإبعاد الأبعاد السياسية عنها

  4. تشكيل لجان لحماية الطبيعة والصرامة فى مواجهة من يستهدفون الأشجار بالقطع أو يتعمدون إشعال الحرائق (مندوب لوزارة البئة فى كل مجلس محلى مستهدف بالعملية مع توفير الوسائل اللازمة لتمكينه من مهامه)

  5. إدخال زراعة الخضروات بشكل أكثر احترافية إلى المنطقة، وإطلاق مكونة خاصة بمناطق استقبال النازحين المحتملين.

  6. إقرار برنامج خاص بفقراء المنطقة لمواجهة التداعيات المحتملة لنقص الغذاء، والدفع باتجاه برامج دورية لتغذية الأطفال والنساء الحوامل والمعاقين.

  7. فتح مراكز تكوين بالمنطقة لصالح النساء والشباب من أجل دفع السكان إلى ولوج الحياة العصرية، والتقليل من الإعتماد على الثروة الحيوانية فى تسيير الحاجيات اليومية للساكنة.

  8. فتح بنوك لبيع الحبوب بأسعار مدعومة ( القمح والزرع والفصوليا) ومكافحة الغش والتحايل بالمتاجر الحكومية

  9. فك العزلة عن بعض المناطق لتقليل تكاليف نقل المياه والتجارة إلى بعض القرى، وتسهيل حركة السكان فى ظرفية خاصة، وتشجيع الإستقرار بعواصم المجالس المحلية، عبر استهدافها ببرامج تنموية خاصة، وتعزيز المنظومة التربوية

والصحية ودعم شبكات المياه الموجودة فيها.

 

سيد أحمد ولد باب / منتدى أوكار للتنمية للثقافة والإعلام