بعد تشكيل الحكومة وإقرار برنامجها : 10 أولويات تحتاج إليها الساحة المحلية (*)

شكل إعادة تكليف الوزير الأول محمد ولد بلال بتشكيل الحكومة نهاية مارس 2022 نقطة تحول كبيرة فى مسار المأمورية الأولى لرئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزوانى، ولحظة إعادة تقييم حاسمة بعد انتصاف المأمورية، وفرصة كذلك لإعطاء رسالة واضحة للرأي العام عن ملامح التحول الذى ينشده، وشكل الحكم الذى يريده لموريتانيا.

ورغم أن الرئيس أجل حسم ملف قيادة الحزب الحاكم - وهو ملف شائك وضروري لكل أنصار الرجل ومعاونيه، والفراغ فيه بحجم المشاهد- ، إلا أن الأجهزة التنفيذية باشرا عملها، والأجهزة الأمنية أظهرت قدرتها على ضبط الإيقاع والتناغم مع مايريده الرئيس ويخطط لتحقيقه.
لقد أنشغل الوزراء الجدد مبكرا بالزيارات الميدانية  للإدارات التابعة لهم من أجل بلورة تصور معين على الإنجاز ، وأنتظر الوزير الأول إقرار برنامج الحكومة من قبل نواب الشعب قبل الشروع فى تنفيذه، وكانت أيام الشهر الفضيل والعيد،  أيام ضاغطة على الكل ، إلا أن الجدية التى طبعت عمل بعض القطاعات الوزارية خلال شهر ابريل  (قطاعات التجهيز ، والداخلية والصيد ، والتعليم ، والنقل) أمر مبشر، والمتابعة القوية للمشاريع من قبل ديوان الرئيس ومستشاريه حركت المياه الراكدة،  وفرضت على الكل الانخراط فيما ألمح اليه الرئيس وبه أعطى التعليمات اللازمة.

لقد كانت الخرجات الإعلامية للرئيس فى مدريد، وقصر المؤتمرات، واجتماعاته برجال الأعمال والإداريين والخريجين، فرصة لزيادة رصيده السياسى ، وأعطت رسالة واضحة للرأي العام عما يريده الرجل ، وججم اطلاعه على واقع البلاد والعباد ، ورسمت خطوطا كان البعض يعتقد جازما أنها من الزمن الغابر، وأن سردها فى برنامج " تعهداتي" مجرد دعاية انتخابية ليس إلا.

غير أن الوضعية الحالية، والفترة الزمنية المتبقية تتطلب من الحكومة الشروع دون تأخير فى تنفيذ بعض المشاريع النوعية، وتعزيز التواصل مع السكان، كل السكان، فلا حكومة للعاصمة وأخرى للداخل، ومايجري فى فصالة من ضعف أو عدل بكرو من تهميش رأينا كيف يطرح على طاولة البحث والنقاش فى أبدجان، ولما يصل الرئيس إلى الفندق الذى يقيم فيه (ملف الأعلاف مثلا).

ومن أبرز القضايا المطلوبة بشكل فورى ؛

(١) حسم ملف إنجاز مقاطع من طريق الأمل وترميم أخري، وإطلاق مشاريع جديدة بشكل فعلى (عدل بكرو - أمرج)

(٢) وضع الحجر الأساس للمدن الجديدة من قبل الوزير الأول محمد ولد بلال، وإعادة تفعيل بعض المشاريع المتعثرة فى بعض المدن الأخرى (أنبيكت لحواش / ترمسه/ بورات).

(٣) إطلاق عملية تخطيط المدن الداخلية من قبل رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزوانى شخصيا، وسيكون من المفيد أن تتم العملية من اطار (عاصمة ولاية آدرار) ، والتى تعانى نقصا حادا فى الخدمات،  وضعفا فى توجيه مشاريع التنمية إليها منذ 17 سنة، وهو واقع يجب أن يعالج بشكل فورى، واختلال يجب تصحيحه بشكل سريع.
(٤) تدشين المحطة الثانية من مشروع بحيرة أظهر والمتعلقة بتزويد " لعيون" و" جكنى " بالمياه الصالحة للشرب، وتسريع العمل فى نقاط المياه بالمناطق الحدودية.

(٥) وضع الحجر الأساس للمستشفى الجهوى بالحوض الغربي، وإستكمال الأشغال الجارية ببعض المستشفيات الجهوية بآدرار وغيدي ماغه.

(٦) وضع الحجر الأساس لمشروع تزويد مدينة  كيفه بالمياه الصالحة للشرب، وتسريع الأشغال الجارية بمشروع بلنوار - نواذيبو، بعد حسم ملف إدارة المشروع ومراجعة تسييره من قبل لجان التفتيش خلال الأسابيع الأخيرة.

(٧) إعادة هيكلة المجلس الأعلى للشباب بسرعة، وإشراك كل الأطراف المحلية فيه دون تمييز أو إقصاء، ومنحه صلاحيات أوسع، وضبط الهيكلة وتعزيز الموارد الممنوحة له، بغية إشراك الشباب فى تسببر البلد، ومراقبة مشاريع التشغيل والبرامج الموجهة للشباب بشكل خاص.

(٨) تدشين مقار المجالس الجهوية الجاهزة فى الوقت الراهن وتسريع العمل فى البقية، وإلزام القائمين عليها بأخذ موظفين دائمين، وإطلاق مؤسسات فعلية قابلة للحياة، وحث القائمين عليها على الشفافية فى التسيير والاستقرار بالداخل و العمل من أجل خدمة المواطنين بشكل أكبر.

(٩) إعداد تقطيع إداري منصف، وشامل، وإعطاء الأولوية للمناطق البعيدة، والمناطق ذات الكثافة السكانية، وتمريره عبر الحوار أو ودونه، لضمان مستوى معقول من التنمية بالمناطق الريفيةظ وضبط المناطق الحضرية بشكل يحقق أهداف التنمية المحلية، ويعزز من الشراكة السياسية ويضمن الحضور للسكان بدوائر صنع القرار فى البلد.

(١٠) ربط عواصم البلديات بالانترنت لحل إشكال الحالة المدنية، وتقريب الخدمة من طالبيها فى سنة استثنائية بكل المقاييس، بدل ترك الأمور للشهور الأخيرة من السنة القادمة، حيث المواعيد الإنتخابية الحاسمة.

سيد أحمد ولد باب/ مدير موقع زهرة شنقيط