الطينطان.. وقت اكتشاف الماس / نوح محمد محمود

يجمع معظم سكان مقاطعة الطينطان على ضرورة إسناد مهمة تمثيل المقاطعة في البرلمان القادم إلى شخصيات نخبوية، تمتلك القدرة والأهلية لحمل هموم السكان، ونقل خطابهم بما يتناسب وحجم تطلعاتهم، وينسجم مع مستوى النهضة الوطنية التي بدأت معالمها تتشكل، وملامحها تتضح مع تولي سيادة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني مقاليد السلطة.
وتطرح مسألة التمثيل هذه اشكالات عدة وخيارات متنوعة، حول مستوى الأهلية والقدرة، ومدى امكانية مواءمة ذلك مع طبيعة التوازنات المحلية، وعلاقة كل ذلك بدوائر صنع القرار، و تتجه معظم الآراء إلى ضرورة تجاوز تحكم حركة المال وساسة الجيوب، إلى توجيه بوصلة العمل السياسي إلى ساسة الممارسة والتأثير، و اختيار الأصلح والأمثل من ضمن تلك الخيارات على محدوديتها.

وإن كان البعض من المنشغلين بالتنظير السياسي يجدون صعوبة في المزاوجة مابين الوازنية الاجتماعية، بما يترتب عليها من ضرورة مسايرة القواعد، وما قد ينجر عنها من بعد عن القضايا الوطنية الكبرى، بسبب تحييد الخطاب الوطني وجلعه في قائمة انتظار الساسة، بل و وضعه ضمن المشاريع المؤجلة بحكم سيطرة وحضور النفوذ القبلي والجهوي.

مخاوف تجد وجاهتها من خلال طغيان بعض التجارب التي تفردت في مراحل معينة بتشكيل مشهد سياسي قائم على جملة اختلالات لم يعد بالإمكان إعتمادها أو الركون إليها بحكم التطور الحاصل في الذهنية العامة ومستوى النضج الملحوظ والذي بدأ يشكل ملمحا جديدا في طبيعة التعاطي ويفرض رأيا قويا في عملية الإختيار بما تعنيه من ركون إلى المنطق واحتكام إلى ضرورة رفع مستوى الخطاب السياسي من محليته المعيقة إلى الشمولية المفيدة والنضج المطلوب.

غير أن وجود شخصيات محلية ووطنية تشكل إجماعا من أمثال الوزير السابق والوجيه محمد قالي ولد اشريف أحمد يبدد تلك المخاوف و يسهم في حل تلك المعادلة رغم تعدد مجاهليها، نظرا لما يتمتع به من مقبولية في كل الأوساط نخبويها وشعبيها و لما يميزه من أهتمام بالقضايا الوطنية الكبرى والتي تشكل حجر الزاوية في كل انشغالاته وخطاباته.. فهل يتحقق لأهل المدينة حلم اكتشاف الماس بعد عقود من تتبع بريق ذهب زائف..؟