قال المدير العام للأوقاف بموريتانيا الدكتور أحمد ولد علال إن أولوية النخبة السياسية الداعمة لرئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني فى الوقت الراهن تكمن فى العمل من أجل إعادة انتخاب رئيس الجمهورية لمأمورية جديدة، ومواصلة الإصلاحات التى بدأها الرجل خلال السنوات الأخيرة، والرفع من مستوى التنمية بموريتانيا.
وأضاف ولد علال فى مقابلة مع موقع زهرة شنقيط اليوم الأثنين فاتح يناير 2024 " نحن نمتلك ولله الحمد حصيلة كبيرة، سواء تعلق الأمر بالتجربة الانتخابية الماضية التي خاضها الحزب وخرجنا منها مرفوعي الرأس في مجمل الدوائر الانتخابية بالبلد ؛ أو بالإنجازات الميدانية فى الإسكان والصحة والتعليم والشؤون الإسلامية والطاقة والمياه والزراعة، أو تعلق الأمر بنمط الحكامة والقدرة على تحول الدولة من منافس للفقير إلى دولة حاضنة لكل أبنائها".
وهذا نص المقابلة :
زهرة شنقيط : أعلن حزب الإنصاف قبل أسابيع عن افتتاح الموسم السياسى الجديد، وأحل عملية إصلاح الحزب لصالح التفرغ للإنتخابات الرئاسية المقبلة : ماهو الدافع برأيكم لهذا القرار؟
أحمد ولد علال : شكرا جزيلا لكم ؛ أنا لست ناطقا باسم الحزب ولاعضوا في هيئته القيادية، ولكن أعتقد أن الصورة واضحة جدا للرأي العام والمناضلين داخل الحزب بشكلٍ خاص بحكم الخرجات الإعلامية المتكررة لرئيسه معالي الوزير ماء العينين ولد أييه ؛ وعموما نحن حزب سياسى لديه رؤى وبرامج وأجندته العملية التي تنطلق من الخطوط العريضة لبرنامجه، والآفاق التى يعمل القائمون عليه من أجل تحقيقها، و ذلك ضمن آليات مؤسسية وتشاور مستمر بين القيادة والمستويات التنظيمية الأخرى داخل الحزب: (الفروع والأقسام والفدراليات)، وهو مايجعلنا نتحرك وفق رؤية واضحة وبرنامج مدروس.
ما أعلنه الأخ رئيس الحزب ماء العينين ولد أييه خلال حفل افتتاح الموسم السياسى الجديد قبل أسابيع ، ليس تأجيلا لعملية الإصلاح الداخلية، فالإصلاحات مستمرة وتطوير الأداء قائم، وتفعيل المكاتب والأقسام أمر معاش وملموس، ولكن الرئيس أعلن – وهو تحديد للأولويات فقط – أن مهمتنا فى الوقت الراهن هي الشروع فى التحضير لإستحقاق تاريخى، لاننتظره نحن فقط داخل حزب الإنصاف، بل تنتظره كل القوى السياسية المساندة للرئيس، ونأمل أن تلتحق بنا الأطراف المترددة حتى لا أقول المعارضة من أجل تعزيز الإجماع الحاصل على فخامة رئيس الجمهورية ، والعبور نحو المأمورية الثانية، من أجل تعزيز فرص التنمية والحكامة الرشيدة وتطوير الإقتصاد السياسى، وفتح آفاق جديدة أمام النخب الشبابية، وبناء دولة المؤسسات، وتعزيز الحضور فى المحافل الدولية، لأن كل ذلك مرتبط بإستمرار الجهود المسار التنموي الذى أطلقه فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزوانى فى المأمورية الأولى، وتحرير إرادة المجتمع وإشراك كل فئاته وجهاته وأعراقه فى عملية تشاركية هدفها الأول بناء دولة لاغابن فيها ولامغبون،دولة تحمى للفرد حقوقه وتصون للشعب كرامته وتعزز تماسك المنظومة الإدارية وتطوير المنظومة الأمنية والبناء على أسس عصرية سليمة.
زهرة شنقيط : هل أنتم مقتنعون بأن الحصيلة الحالية قادرة على تعزيز الإجماع – كما تفضلتم- وأن العبور نحو مأمورية ثانية سيكون بالأمر اليسير؟
أحمد ولد علال : بدون شك، نحن نمتلك ولله الحمد حصيلة كبيرة، سواء تعلق الأمر بالتجربة الانتخابية الماضية التي خاضها الحزب وخرجنا منها مرفوعي الرأس في مجمل الدوائر الانتخابية بالبلد ؛ أو بالإنجازات الميدانية فى الإسكان والصحة والتعليم والشؤون الإسلامية والطاقة والمياه والزراعة، أو تعلق الأمر بنمط الحكامة والقدرة على تحول الدولة من منافس للفقير إلى دولة حاضنة لكل أبنائها، تضمن برامج التنمية فيها من الحاجيات المباشرة للأفراد (السكن والصحة والدعم المالى المباشر لتجاوز الظروف الصعبة الناجمة عن الإختلال المسجل فى مجال توزيع الموارد المالية أو سوء تسييرها)، مع تهدئة سياسية غير مسبوقة، واحترام لكل الطيف السياسى، وبناء شراكة جديدة مع الأحزاب والجمعيات والمرجعيات الفكرية والروحية، أساسها احترام الإنسان الموريتانى بغض النظر عن مواقفه السياسية،وإتاحة الفرصة لكل صاحب رأي أو تأثير أو صناعة من أجل القيام بدور إيجابى فى مسار التنمية الذى أطلقه الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى، وكلف الحكومة بقيادة معالي الوزير الأول محمد ولد بلال بتنفيذه.
زهرة شنقيط : هذا المسار الذى تتحدث عنه ، يعتقد البعض أنه مسار متعثر، بحكم عدم قدرة بعض القطاعات الوزارية على القيام بدورها؟
أحمد ولد علال : عن أي تعثر تتحدثون؟ المسار الذى نتحدث عنه، هو أموال وجهت لمستحقيها بكل شفافية، هو احتضان للعائلات الأكثر فقرا خلال أوقات الأزمات دون تمييز، هو فرص عمل يومية للشباب العاطل، يمكن القول بأنها الأكبر والأهم فى تاريخ الجمهورية، هو مشاريع يتم إستلامها يوميا فى مجال الإسكان والعمران، هو تسيير محكم للثروة البحرية، وتطوير مستمر للقطاع الزراعى، هو تفعيل للمدرسة الجمهورية، وإعادة ضبط البوصلة داخل قطاع التعليم، بعدما كاد أن يوسع الشقة بين أبناء المجتمع الواحد.
صحيح أن بعض المشاريع الكبرى تأخر تاريخ إستلامها، أو تعثر بعض مقاوليها، أو شابتها أخطاء فى التنفيذ، فى ظل نظام يشدد رئيسه على الإنجاز فى الوقت مع احترام المعايير وعدم التساهل فيها، ولكن من تابع أو شاهد الإجتماعات التى عقدها رئيس الجمهورية وديوانه بالوكالات المنفذة والأمناء العامين، ومن شاهد اللجان الوزارية المنعقدة بشكل يومى، يدرك أن لاصوت يعلوا فوق صوت المتابعة اليومية، وأن المنجز بعون الله سيكون بحجم المطلوب، وهو مايجعلنا كما قلت لك نتوجه إلى المأمورية الثانية بحصيلة مقنعة، وربما تكشف أجندة الذكرى الحالية للإستقلال بعضا مما أشرت إليه، ويمكنكم متابعة الأمور كإعلاميين ميدانيا، بدل الإكتفاء بما نقوله كسياسيين.
زهرة شنقيط : هل من كلمة ختامية؟
أحمد ولد علال : بعد تجديد الشكر لكم على هذه الفرصة، أؤكد أننا كموريتانيين على موعد تاريخى مع مزيد العمل والتنمية وحسن الحكامة، والحضور القوى داخل مجمل دوائر التأثير فى المحيط الإقليمى أو الساحة الدولية، وأن الإنتخابات القادمة فرصة لرد الجميل للرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى، ولمنحه مأمورية ثانية، نحن بحاجة إليها، واستمرار التنمية منوط بها، ومن المهم أن نعبر إليها فى ظل إجماع وطنى غير مسبوق، فقد أضعنا الكثير من الفرص بفعل الخلاف والصراع والأنانية، والآن بحاجة لتقديم مصالح البلاد على المصالح الشخصية؛ وسيكون ذلك بإذن الله..
وشكرا جزيلا