أبرز المرشحين لوزارة الداخلية بموريتانيا

مع اقتراب تنصيب رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز يوم الثاني من أغشت 2014  تتجه الأنظار إلي التشكلة الوزارية المرتقب تكليفها بتسيير الأمور خلال الفترة الأولي من مأمورية الرئيس الثانية، وسط مساعي رسمية لاختيار الأفضل لتسيير المناصب العامة والمحافظة علي المنجز في السنوات الخمس الأولي.

 

وزارة الداخلية أبرز المؤسسات الحكومية ذات العلاقة الوطيدة بحياة الناس، ومن أكثر القطاعات الوزارية نجاحا خلال المأمورية الأولي اذا قورنت بالتعليم أو الشؤون الإسلامية أو الثقافة بحكم الطابع الإداري الصرف للقائمين عليها.

 

ولاتزال الداخلية أكثر الوزارات اعتمادا لمبدأ الكفاءة رغم تردي الواقع الحكومي عموما بحكم اكراهات الواقع وبعض الأمور الحساسة كالعلاقة بالأجهزة الأمنية وكبار الضباط الممسكين بتسيير الأمور في البلد، وكثرة المصالح التابعة لها، والعلاقة المباشرة للقائمين عليها بالشركاء الأجانب باعتبارها واجهة العمل الحكومي وقلبه.

 

وهذه أبرز الأسماء المرشحة لها في المأمورية الجديدة :

 

محمد ولد محمد راراه : وهو وزير الداخلية الحالي ، وأحد أكثر وزراء الحكومة بساطة في تعامله مع الملفات المعروضة، سريع الحركة بفعل التجربة الإدارية الطويلة، ذا أخلاق عالية ولديه كفاءة مقبولة مع مكانة اجتماعية وازنة، وأنفة جلبت له الكثير من الإحترام وبعض المشاكل في الوقت ذاته، وهو مقرب من دوائر صنع القرار بموريتانيا حاليا،بعيد كل البعد من القوي السياسية المعارضة بحكم احتكاكه مع أكثر من طرف في الشهور الأربعة الأخيرة من توليه المنصب، وخصوصا الإسلاميين والزنوج.

 

غير أن تجربة السلطة مع وزراء الداخلية تبدو ذات طابع خاص، فمع كل استحقاق انتخابي شامل أو جزئي يغادر الوزير إلي جهة أخري وفي الغالب يمنح منصب سفير، ليكمل مابقي له من عمر في الوظيفة العمومية،ويمنح فرصة التفرغ لتربية أبنائه، كما أن تجربته وإخلاصه للجهاز "السلطوي" أو الإداري بصورة أصح يجعل من توليه منصب السفير مصدر اطمئنان للرئاسة، خصوصا إذا تعلق الأمر بالدول ذات العلاقات الوازنة سياسيا أو تجاريا أو تلك التي تدار معها العلاقة بحذر.

 

ومنن أبرز ملامح ذلك في الفترة الأخيرة تعيين محمد ولد معاوية سفيرا في المغرب قادما من الداخلية ومحمد ولد أرزيزيم سفيرا في أديس بابا قادما من الداخلية ومحمد محمد الأمين سفيرا في تركيا قادما من الداخلية ويال زكرياء سفيرا في روسيا قادما من الداخلية ومحمد.

 

اسلمو ولد أمينوه : وهو مدير الإدارة الإقليمية بوزارة الداخلية، ووالي سابق في لعصابة وسيبابي، وحاكم في أكثر من جهة، خريج المدرسة الوطنية للإدارة، وأحد كوادر الداخلية منذ 1992 إلي الآن.

 

ينتمي اسلمو ولد أمينوه إلي ولاية الحوض الشرقي، وخصوصا مقاطعة تمبدغه مع سند اجتماعي بتكانت، وهو من أكثر أطر الداخلية حضورا في المشهد مع وزيره، رغم العلاقة الجيدة بينهما منذ توليه المنصب قبل أكثر من سنة.

 

حماده ولد أميمو : وهو إداري قديم بوزارة الداخلية ومفتش حاليا بالوزارة، وأحد أطر الحوض الغربي (أولاد أبارك)، وقد تم تعيين شقيقه النائب حمادي ولد أميمو سفيرا في أديس بابا ضمن مساعي رئيس الجمهورية لتعزيز الدور الموريتاني بالقارة.

 

عبد الرحمن ولد خطري: وهو إداري مدني، ونجل الرجل السياسي الراحل محفوظ ولد خطري، تم تكليفه قبل سنتين بإدارة ولاية تيرس زمور لكون أول مدني يدير الولاية منذ فترة بعد الهزة السياسية والأمنية العنيفة التي عاشتها.

 

ينتمي ولد خطري إلي مقاطعة جكني وهو أحد أبناء أسر لقلال النافذين وقد يكون تعيينه في الحكومة مطروحا بقوة إذا ثبت أن وزير النقل يحي ولد حدمين سيغادر المنصب، مالم يدخل بيجل ولد حميد التشكلة القادمة في ظل ترشيحه المحتمل لمدير حملته ادومو ولد عبدي ولد الجيد لمنصب وزاري فيها.