إنسانية الجنرال

قبعة الانسانية توج بها الجنرال من قبل أنصاره فكان آخر ألقابه (الرئيس الانسان )لانه -كما يراه او يقول عنه اللاهثون وراءه -قد اكتملت انسانيته بفضل مواقفه الوطنية والانسانية وبما حظي به الفقراء والطبقات الهشة في عهده ؛ووو
لكن القبعة تحترق والانسانية تستحيل لسانية وعبارات المدح والثناء تتحول منكرًا من القول وزورا ؛فيبدو لك التاج الذي توجوه به ثوب زور لانهم شبعوه بما ليس فيه ،وذلك عندما ترى وتطلع على احوال واوضاع المواطنين في الاعماق ،حيث الجوع والعطش والجهل والمرض ،فلا الرئيس الانسان تدخل بحفاراته ولا هو ترك فعل المعروف لاهله ،

في رحلة -ارجوا ان تكون انسانية -قادتنا الى كثير من البلدات والقرى الحدودية في الشرق الموريتاني تاكدنا من حمق انسانية الجنرال ،

كان من بين تلك القرى (ادباي لهويمل )التابع لمقاطعة آمورج بالحوض الشرقي حيث تعيش الساكنة هناك ظروفا قاسية واوضاعا مزرية ،وكانهم وحدهم المعنيون بقول ابن بدي :

في الريف كوخ واطفال وعائلة والكوخ بالهبوات السود يرتطم
في قعر فيفاء لا ماء ولا شجر. ولا غذاء ولا ابل ولا غنم
انى نظرت فاكوام ومقبرة. كان عادا هنا او هاهانا ارم
شلو بقايا وعيدان مكسرة تنعى النبات وموج الرمل يلتطم
ووالد الاسرة المنكوب يبحر في. تلك الرمال وخلف يعتصم
يرجو شرابا فلا تلقى اصابعه حتى يكر على اطفاله اليتم
وتسقط الام فوق الوحل باكية مصير زوج ومتن الظهر منقصم
وحولها طفلة تبدو مفاصلها من تحت جلد براه البؤس والسقم

بعد مشاهدتنا لهذه الاوضاع والمعاناة ابلغنا احد الخيرين عن معاناة هذه القرية والتي اشدها مشكل العطش فسعى مشكوراً ماجورا باذن الله وحصل لهم على مشروع حفر بئر وبدؤوا يعملون فيها
لكن المفاجاة كانت ان حاكم مقاطعة آمورج اتصل بهؤلاء المساكين يامرهم بتوقيف الحفر والقدوم اليه، لا بسبب نزاعات ، ولا لانه يجهل احتياجهم للماء فقد هاتفته شخصياً واقر لي بعلمه بضرورة حصولهم على الماء ولكن التعليمات والاوامر اتته بذلك،

فهكذا انسانية الجنرال ورهطه،يشبعون ويرتوون ويمرحون على حساب مواطنيهم
تبيتون في المشتى ملاء بطونكم وجاراتكم غرثى يبتن خمائصا
فلله الامر من قبل ومن بعد

ابوبكر ولد بيجاه