لماذا يتنكر البرلمان لجميل قادته السابقين؟

رئيس الجمعية الوطنية الأسبق الرشيد ولد صالح

بات البرلمان الموريتانى بغرفتيه أكثر المؤسسات الموريتانية نكرانا لجميل قادته السابقين، وتنكرا لضعافه ومجمل العمال المكتتبين فيه أو المتعاوين، وأكثرها زهدا فى الطاقات التى منحته الكثير من الوقت والجهد. وسط حالة من الدهشة تنتاب مجمل الفاعلين فى الساحة من سلوك قادة المؤسسة التشريعية خلال العقود الثلاثة الأخيرة.

 

وتقول مصادر زهرة شنقيط إن مجمل المكاتب التى تولت تسيير الجمعية الوطنية أو مجلس الشيوخ لم يسبق لها أن كرمت أحد رؤساء الغرف، أو ساندته وقت المرض، أو تحملت بعض أعباء تكاليفه، أو رعته لحظة الضعف،أو سألت عن حالة، كما تفعل مجمل المؤسسات التنفيذية الأخرى بموريتانيا.

 

بل إن البرلمان لم يسبق له أو وجه دعوة لقادته السابقين أو بعض نوابه البارزين من أجل حضور جلسة افتتاح أو اختتام أو حفل غذاء أو عشاء أو فطور، وإن حالة من التنافر بين الخلف والسلف تحكم سلوك المنتخبين منذ بداية المسلسل الديمقراطى بموريتانيا.

 

ويعانى بعض قادة البرلمان السابقين مثل رئيسه لفترة طويلة الرشيد ولد صالح من ظروف صحية صعبة، لكن لم يسجل أن زاره رئيس الجمعية الوطنية أو أي عضو فى مكتبها الحالى أو المنصرف، كما لم توجه له دعوة لحضور أى جلسة أو زيارة البرلمان، أو الاستفادة من تجربته السابقة فى الإدارة والتسيير، بينما ينشغل المشرفون علي المؤسسة التشريعية ببعض الأمور الثانوية، والصراعات الداخلية على بعض مهام التسيير، ويصرفون سنويا أكثر من مليارين و500 مليون أوقية فى الأجور والتعويض والبنزين والتكوين، دون أن يتذكروا – ولو مرة واحدة- علاقة المؤسسة بأبرز الفاعلين فيها لأكثر من عقدين من الزمن، أو قيمة الاعتراف بالجميل لمن أسس وطور وناضل من أجل فرض دولة القانون.