صمت الحكومة بعد هجوم باماكو يثير مخاوف الموريتانيين

الوزير الأول الموريتانى يحى ولد حدمين (أرشيف)

تصاعدت وتيرة القلق داخل الشارع الموريتانى من مخاطر لجوء تنظيم القاعدة أو الدولة الإسلامية إلى استهداف البلد، بعد الهجمات الدامية التى تعرضت لها باريس والعاصمة المالية باماكو.

فرغم نجاح البلاد منذ ثلاث سنوات فى تأمين اغلب مراكزها الحضرية من مخاطر التنظيم، غلا أن البعض ينتابه الخوف من أن تكون القاعدة أو الدولة الإسلامية قررت تشتيت الأنظار عما يجرى فى سوريا، وتخفيف الضغط على المجموعات الليبية والسورية المقاتلة من خلال أعمال انتقامية تستهدف بعض دول المنطقة وأوربا.

وقد ازدادت المخاوف بفعل التجاهل الذى تعاملت به الحكومة الموريتانية مع الواقع الجديد.

 

 ففى الوقت الذى اعلنت فيه دول أوربية عريقة رفع حالة التأهب، ونشر الآلاف من الجنود لمواجهة المخاطر المتوقعة، واعلنت فيه المغرب والجزائر وتونس رفع جاهزية قواتها، التزمت الحكومة الموريتانية الصمت تجاه مايجرى، واكتفت باعلان الحداد العام على أرواح الغربيين الذين سقطوا بباماكو، دون طمأنة المواطنين على جاهزية الجيش وقوى الأمن، واتخاذ تدابير اضافية لمواجهة أي تسلل للمقاتلين عبر الحدود، أو تحرك لخلايا جهادية قد تكون موجودة داخل العاصمة نواكشوط أو نواذيبو.

إن الحكومة الموريتانية – التى عبرت أكثر من مرة عن جاهزيتها لمواجهة الخطر- مطالبة الآن باتخاذ تدابير اضافية، والخروج من صمتها المريب، وطمأنة الرأي العام الذى يعيش على وقع الأخبار المتداولة عبر الإعلام، والتعبئة غير المسبوقة ضد الإرهاب فى كل مدن العالم، اثر التفجيرات المدوية بباريس وباماكو.

 

ويعتبر خروج وزيري الدفاع والداخلية عن صمتهما أكثر من واجب، كما أن القوى الأمنية مطالبة بالتركيز على البلد، أكثر من التركيز على العرض العسكرى المتوقع بنواذيبو خلال الأيام القليلة القادمة.

وكان الوزير الأول يحى ولد حدمين قد طمأن نواب البرلمان خلال حفل أقامه بنواكشوط على الوضعية الأمنية بعد أحداث باريس، غير أن التطورات الأخيرة تتطلب أكثر من موقف، فباماكو التى ضربتها القاعدة قبل يومين هى الخاصرة الرخوة لموريتانيا، والحدود معها تبلغ أكثر من ألف كيلومتر.

 

زهرة شنقيط /22/نوفمبر /2015