اجتاح القلق مجمل العاملين فى الأسواق التجارية بنواكشوط الغربية والجنوبية خلال الساعات الماضية، وسط دعوات لتصعيد الموقف ضد عصابات الجريمة المنظمة، واعادة النظر فى السياسة الأمنية الداخلية المتبعة منذ بعض الوقت.
واغلق المئات من تجار العاصمة نواكشوط محالهم التجارية اليوم الأربعاء 9 دجمبر 2015، وقرروا التظاهر أمام الرئاسة الموريتانية من أجل اعادة النظر فى الوضعية الأمنية الهشة.
بينما ساد جو من الرعب سوق الميناء (مرصت سيزيم) بعد حادثة البارحة، واضطر البعض إلى تغيير سلوكه داخل السوق، والتخفيف من تحركاته خوفا من تداعيات الوضعية الأمنية الهشة الآن فى انتظار استجلاء الموقف الصعب.
ويقول تجار الميناء إن انقطاعات الكهرباء شبه الدائمة، وضيق الممرات داخل السوق المغطى بالزنك، وغياب الشرطة عن السوق الأهم بموريتانيا حول المنطقة إلى ساحة للصوص، وإن الضحايا يوميا بالعشرات، وسط أجواء بالغة التعقيد.
ويضطر العشرات من تجار السوق المركزي إلى مغادرة محالهم التجارية فى وقت مبكر رغم أجواء العيد، ويتعرض بعض المتسوقين من وقت لآخر للضرب والنشل داخل ممرات السوق المركزي، وسوق الميناء دون أن يتدخل أي شخص.
وفى مقاطعة الميناء يفرض اللصوص حظر التجول فى وقت مبكر، بينما تعيش أحياء "حي السعادة" (ملح) تحت رحمة "حليقى الرؤوس"، حيث اختطاف الهواتف والأحذية وضرب الأطفال وابتزاز النساء، واغتصابهن فى بعض الأوقات.
وفى توجنين، تحولت أحياء "الحى الإداري" و"أسبيخه" و"بوحديده الشمالى" إلى معاقل للجريمة المنظمة، وتحول العشرات من الشبان إلى كتائب شبه مسلحة تفرض سيطرتها على المنطقة بشكل كامل، وتنقى ضحاياها من سكان المنطقة وزوارها.
وتعيش مفوضيات الشرطة وضعية مالية صعبة، ويتحرك القائمون عليها فى سيارات متقادمة، وسط مساعى رسمية لشراء بعض الآليات الجديدة لضباط الشرطة، وطرح أخرى تحت تصرف المراكز الأمنية من أجل القيام بالدوريات الأمنية اللازمة.
واستقطبت "نقطة ساخنة" العديد من رجال الأمن الباحثين عن الثراء، وباتت فرصة لعناصر الأمن من أجل ربط خيوط العلاقة ببعض المتهمين بالوقوف خلف عمليات النشل والاعتداء على الآمنين، مع وجود قوى أمنية نشطة فى مجال محاربة الجريمة المنظمة.
وتعددت حوادث القتل خلال الفترة الأخيرة، وسجلت بالكامل ضد مجهولين.
زهرة شنقيط / نواكشوط : 9 دجمبر 2015