فقراء العاصمة يبكون أحلامهم أمام قصر الرئيس

يقف الشيخ "محمد عبد الله" (65 سنة) أمام القصر الرئاسي في العاصمة نواكشوط، وعيناه تداعبان أشعة الشمس الحارقة، بعد أن سرق أحد شيوخ الأئمة حلم حياته، إنها القطعة الوحيدة التي أشتراها لأبناء شقيقه الراحل في انتظار بلوغهم سن الرشد كما يقول.

محمد عبد الله ليس الوحيد... إنه قصة حزينة من عشرات القصص التي ذرف بعض ضحاياها الدموع أمام قصر الرئيس محمد ولد عبد العزيز طلبا للإنصاف، وهم يتذاكرون مصابهم الجلل في القطع الأرضية التي سرقها النفوذ منهم، ومصيبتهم الأكبر في صورة إمام حوله بعض طالبي الدنيا إلي رمز للظلم والتشريد واستغلال النفوذ في بداية مأمورية الرئيس الحالي.

 

بدأت المأساة حينما طلب وزير الشؤون الإسلامية أحمد ولد النيني من مرشح الرئاسيات محمد ولد عبد العزيز استثمار نفوذه من أجل منح بعض الأئمة قطعا أرضية في أحياء الترحيل قبل نهاية الحملة الرئاسية المحضرة لانتخابات يونيو 2014 من أجل رفع نسبة التصويت في المقاطعة التي جير ناخبوها لصالح حزب الإسلاميين المعارض.

 

كانت الأوامر الرئاسية واضحة،قطعة لكل إمام بمنطقة غير مأهولة، غير أن أوامر الرئيس –كما يقول الضحايا- تم تحريفها،فقد كان سماسرة القطع الأرضية ينتظرون اللحظة من أجل وضع اليد علي عشرات القطع الأرضية التي أشتراها أصحابها قرب مقبرة نواكشوط، وظلت مهجورة أو بها بناء محدود، مع قطع أرضية أخري منحها أحد ضباط الجمارك لسكان الحي من أجل بناء مسجد فيها علي الشارع الرئيسي دون أن يتصور أن وقفه سيكون اليوم بيد زوجة شيخ العلماء في البلد وبطريقة حرام ومهينة لصورة العالم والإمام علي حد سواء.

 

يتذكر"با" كيف سجنوا رفيقه بعد أن سرق أحد الأئمة معدات البناء الخاصة به من أجل تسييج قطعته التي انتزعت منه، وكيف توفي جاره بنوبة قلبية لما أبلغه الحاكم بأن أرضه باتت لإمام قادم للتو من دار النعيم، وعلي وجهه تبدو كل معالم الشقاء واضحة كما يقول.

 

يجمع المتظاهرون أمام قصر الرئيس علي طلب واحد، ويتفقون جماعيا في كره الأئمة،بل إن مسنة تم ضربها قبل أيام من قبل قوات الأمن المرابطة عند المقبرة تري في الدعاء علي أئمة السلطة مندوحة، وترفض كلام زميلاتها عن حرمة الإمام أو مكانته.

 

بين اعتصام الفقراء والبنك المركزي، يتحرك عدد من مدوني البلاد، وهم يستشعرون ثقل المسؤولية، ويعبرون بقلق عن مآلات الأمور بعد أن باتت القضية في طياتها ذات بعد عرقي واضح اثر رفض كافة أئمة الزنوج المشاركة في المهزلة، والاعتذار للوزارة عن تسلم القطع المخصص لهم!.

 

ويري أحد المدونين أن المشكلة مالم تحل ستكون ذات تداعيات خطيرة، إنها موزبيق ثانية، والرئيس في نظر هؤلاء "موغابي" جديد لكن من البيض هذه المرة!.