تمر العلاقات الموريتانية السينغالية بمحرلة جديدة تعتبر الأسوء منذ فوز الرئيس مكى صال بالرئاسة ومغادرة العجوز عبد الله واد مقاليد الحكم، وسط مخاوف من انهيار العلاقة بين البلدين خلال الأشهر القادمة بشكل أكبر.
ولعل الضربات التى وجهت للنظام خلال الشهر الجارى زادت من طين العلاقات المتردية، حيث باتت السينغال مأوي لمناهضى الرئيس، ومصدر ازعاج لصناع القرار بموريتانيا.
وتقول معطيات دقيقة حصلت عليها زهرة شنقيط إن الحكومة السنغالية رفضت قبل أسبوعين التعاون مع الشرطة الموريتانية ابان مطاردة السلفى الخطير السالك ولد الشيخ، وإنها كانت تعرف مكان اختفائه لكنها رفضت توقيفه ضمن حسابات تقليدية لديها مع القاعدة والجماعات الإسلامية النشطة فى الصحراء.
حجة استمع إليها صناع القرار بموريتانيا، لكنهم رفضوها على أساس أن السنغال زجت بجنودها فى سفارى ومناطق أخرى خطرة بالجارة مالى ، حينما شعرت الأخيرة بتهديد الجماعات المسلحة، فكيف ترفض السماح لنواكشوط باعتقال أحد أخطر المطلوبين لديها، وهي تدرك مكانه وتعرف مجمل المعلومات المطلوبة لتوقيفه ولما يغادر أحد فنادق "سينلوي".
لكن النظام لم يستفق من صدمة رفض التعاون المشين، حتي أزكمت أنفه رائحة الدحان المتصاعدة من محرقة صور الرئيس ببعض حدائق الجارة السنغال، ضمن أغنية حملت الكثير من الإساءة للرج والطعن فى شرف الشخص الأول بموريتانيا، وباتت أول قصة يتم تداولها بشكل علنى عن حادثة أطويله الشهيرة.
لقد استمع كل صناع القرار فى البلد للأغنية وشاهدوا كيف حرقت صور الرئيس على أراضى السينغال، وكيف تراقص صناع الفعل وهم تحت حماية الأمن السنغالي بتوجيه أو مباركة أو تغاض من الرئيس ذاته.
لم يصدر أي تصريح أو توضيح أو تحفظ من مجمل المقربين من الرئيس والفاعلين فى نظامه، فالأمر لما يصل حد المساس بشرف "القذافي" أو "السيسي"، ولطن الجميع يدرك أن ابتلاع الشريط الأخير لفرقة أولاد لبلاد أمر غير ممكن، وأن السينغال بالغت في استفزازه للحكومة الموريتانية، رغم أن الأخيرة مشغولة بمطاردة صغار الصحفيين وتشويه رموز العلم والفقه والصلاح عن تدبير شؤون العامة والمحافظة على شرف الرئيس وهيبة الدولة.