قال المفكر الموريتانى محمد ولد محمد الشنقيطى إن لكل حضارة أزمتها، وأزمة الحضارة الإسلامية فى عمقها أزمة سياسية، وتحديدا شرعية السلط فى العالم الإسلامى.
وذكر الشنقيطى خلال مشاركته الأخيرة فى ندوة علمية بالمملكة المغربية بقول عالم الفرق والملل والنحل "الشهرستانى" فى كتابه الشهير " وأول خلاف فى الأمة خلاف الإمامة، وماسل سيف فى الإسلام على قاعدة دينية مثل ماسل على على الإمامة فى كل زمان".
واعتبر الباحث أن جوهر الأزمة فى العالم الإسلامى هو المسألة السياسية أو شرعية السلطة.
وذكر الشنقيطى بوجود مفارقة عجيبة بين القيم الإسلامية كما جاء بها الإسلام، وبين التجربة الإمبراطورية الإسلامية التى ابتعدت كثيرا عن تلك القيم، مخلفة ألما ظاهرا فى الجسد الإسلامى، ويأسا لدى المسلم من أي اصلاح سياسى.
واعتبر الشنقيطى أن الاجتماع السياسى بشكل عام ينهدم باحدى طريقتين : استبداد يضغط عليه من أعلى حتى يتصدع، أو فوضى تهدمه من القواعد حتى ينهار.
واتهم الشنقيطى الطغاة وأصحاب الفوضى بالتحالف ، حيث يؤدى الطغيان السياسى لردود فعل فوضوية فى المجتمع، وتسوغ الفوضى لاستمرار الطغاة. قائلا إن الشعوب مالت فى الماضى وما تزال تميل إلى باختيار العذاب والطغيان السياسى على الفوضى. وهو مادفع بعض الحكام إلى تقصد هذه الثنائية و تخيير الشعوب بين استمراره فى الملك أو الخراب، كما قال "لويس 14" فى فرنسا فى مقولته الشهيرة "أنا أو الطوفان".