عقد حزب تكتل القوي الديمقراطية مساء الامس مهرجانا في ساحة ابن عباس وصفه البعض بالحاشد وبالكبير فقد تعددت الاوصاف والمفردات في وصف هذا المهرجان وإن كان القاسم المشترك بينها هو توافد ساكنة انواكشوط بأعداد معتبرة وكبيرة كانت بمثابة شحنة بدت واضحة في طرح رئيس الحزب حين طلب من رئيس الجمهورية التنحي والتعهد له بعدم المتابعة قضائيا لأن هذا الحل سيتعذر مستقبلا أمام طوفان الجماهير التي سيحركها الحزب ( فاليوم ننجيك ببدنك )
لقد قرأ التكتل هذا المهرجان قراءة خاطئة فحاول أن يبعث برسالة فهمها الشعب الموريتاني علي نحو مغاير ودالك للأسباب التالية؛يمكن تصنيف الجماهير التي حضرت الي ساحة ابن عباس الي عدة مجموعات ان صح ذلك علي سبيل التحليل:
(1) الجماهير التي تشترك العمق الاجتماعي والجهوي مع رئيس الحزب وعادة ماتحضر الي مهرجانات الحزب في انواكشوط وتقاطعه في مواقعها التقليدية خارج انواكشوط وهو نوع من التكتيك السياسي تحاول فيه تحسين موقعها داخل النظام بالضغط عليه بهذه المهرجانات التي تؤدي الي توجيه بوصلة النظام الي تعيينات جديدة داخل هذه النخب وذالك باستعادة قواعدها التي تحضر هذه المهراجانات.
(2) الجماهير التي تنحدر من الولايات الشرقية والشمالية التي تري أنها لاتحصل علي التمثيل الكافي فتضغط علي النظام في اطار صراع محلي ضيق كي تحصل علي مزيد من التموقع داخل الجهاز التنفيذي.
(3) المدينة وطبيعتها التحررية الصرفة .
فلو فرضنا جدلا ان الحضور وصل الي سبعة آلاف جاز لنا أن نحصر خمسة آلاف في المجموعتين السابقتين وبالتالي عندما نصل الي العملية الانتخابية تتبخر هذه الجماهير لأسباب اجتماعية وسايكلوجية فيبقي في رصيد الحزب الفين علي الأكثر.
إلي متي ستظل هذه المعارضة سطحية في طرحها الغير ملامس للواقع الموريتاني و العاجز عن تحريكه وفق برنامج سياسي مكتمل يعتمد خطابا سياسيا مقنعا للشعب الموريتاني حاضنا له.
لقد أخطأ رئيس حزب التكتل تكتكيا مرتين الأولي عندما أخذ موقفا منفردا خارج المعارضة باعترافه بحركة التصحيخ 6-6 والثانية هي محاولته الايحاء بأنه خارج نسق المنتدي الديمقراطي بوضعه شروط تعجيزية امام الحوار الوطني (حل كتيبة الرئاسة) كما أن انسحاب قيادات شابة قدمت الكثير لحزب التكل تنحدر من أسر وازنة وتقليدية عرفت بتحالفها مع نظام المرحوم المخطار ولد داداه ليطرح الكثير من الأسئلة علي طريقة تسير هذا الحزب وإلي المستوي الذي وصل اليه في التعاطي مع الشأن العام.
في النهاية انتهي المهرجان وناور كل من موقعه وحسب هدفه لكنه غاب عن الجميع أن هذا النظام قد خبر هكذا سلوك في مراحل سابقة وانه يعتبر في نظر الشعب الموريتاني الاحسن والأفضل تنمويا علي مدي 55 سنة من عمر الدولة الموريتانية التي انقذها وأعادها الي المسار الطبيعي.
بقلم السالك ولد المخطار ولد السالك