على بعد أمتار من وزارة النفط الموريتانية، وعلى الطريق الرابط بين الوزارة والمطار الجديد، تتحرك آليات "أنير" بشكل مكثف من أجل ترميم "شارع الجامعة العربية" قبل موعد القمة المقرر يوم الخامس والعشرين يوليو 2016.
تقول مصادر زهرة شنقيط بوزارة الاقتصاد والتنمية إن الحكومة رصدت 8 مليارات و700 مليون لترميم الشوارع بشكل مستعجل، وسط حالة ارتياح بين ملاك الجرافات والآليات الثقيلة، مهما كانت نوعيتها، وإن الأعمال تم تكليفها المخبر الوطنى للأشغال بمراقبتها، وهو مايعنى قصة أخرى يدركها الفاعلون فى قطاع النقل والتجهيز بموريتانيا.
عند ملتقى الطرق المحاذى لمستشفى أمراض القلب يتوزع أبناء الحى من الفقراء بحثا عن جديد "القمامة"، فمع نهاية كل ليلة تنثر الأسر ماعزف عنه أبنائها من طعام لذيذ، أو بقايا أغراض لم تصد صالحة للإستهلاك، وفى الجوار أسر أخرى يسيتيقظ أبنائها بشكل باكر من أجل الظفر بجديد القمامة، فمنها الصبوح والغبوق، ومنها المتعة واللعب فى ظل ضعف الدخل وغياب المعيل فى بعض الأحيان.
تتحرك آليات "أنير" شمالا وجنوبا، لكنها بالنسبة لهؤلاء لاتعنى أي شيئ، فآخر مايفكرون فيه هو شارع مسفلت، وأهم ماينتظرونه هو حارس منزل مكلف برمى القمامة أو صاحب قلب رحيم قد يمنح الجياع الصغار فرصة أكل واحدة لم تلوثها حشرات المنطقة ولم تعبث بها رياح البحر الباردة.