تحشد الحكومة الموريتانية وحزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم لمهرجان الثالث من مايو 2016 بشكل غير مسبوق فى تاريخ الاستعراض الشعبوى بموريتانيا، وسط ارتفاع مذهل لدرجات الحرارة، وفقر مدقع تلمسه أعين الزائرين فى كل الأزقة والبوادى والقرى المتناثرة على طريق الأمل.
ويستعد وجهاء المناطق الشرقية لحشد الآلاف من ساكنة الولاية الأكبر بموريتانيا لإظهار الدعم المفروض للرئيس محمد ولد عبد العزيز ضمن مماحكة سياسية بين الفرقاء فى الساحة، واستظهر بالشعب من أجل البقاء فى الحكم.
وتظل مصلحة السكان غائبة عن أجندة السياسيين، وتظل مطالب النخب قاصرة عن حمل الهموم الحقيقية للشعب أو طرح أفكار من شأنها تعزيز التنمية المحلية، واشراك سكان الحوض الشرقى فى ريع الدولة بعد عقود من التهميش والحرمان.
وتظل الكثير من المشاريع الملحة مطروحة للنقاش، رغم غياب وجيه قادر على حملها أو منتخب قادر على الصدع بها أو سلطة تدرك أهميتها للسكان، وسط انشغال الجميع بالعرض عن المعروض والزمان عن المكان والهم الشخصى عن هموم الشعب وهي كثيرة.
ويشكل التعليم أبرز معوق للتعليم بموريتانيا، وتطرح عدة أفكار لتجاوز الظرفية الحالية أبرزها :
(1) انشاء فرع من جامعة نواكشوط بولاية الحوض الشرقى من أجل تخفيف وطأة المتسربين من المدرسة، وخلق فرص عمل جديدة بالولاية مع بداية العام الدراسى، وتطوين المعارف وتحقيق منجز لم يسبق له الرئيس، ولعل كلية للعلوم القانونية وأخرى للجغرافيا أبرز مايمكن البدء به، بفعل الطاقم التربوى الجاهز، والبنية التحتية المتوفرة.
(2) تطوير معهد التكوين المهنى بالولاية، وتحويله إلى معهد فنى قادر على تخريج كفاءات جيدة فى البيطرة والميكانيكا والمعلوماتية، والمياه، وتشديد الرقابة عليه.
(3) تأسيس روضة أطفال نموذجية بمقاطعة تمبدغه تابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية
(4) الشروع فى بناء مركز للمياه بولاية الحوض الشرقى من أجل تسيير الشبكة ومد مشروع أظهر بالطاقات المطلوبة فور انتهائه، وتوفير فرص عمل جديد للآلاف من شباب الولاية العاطلين عن العمل.
(5) الشروع فى بناء مخزن كبير تابع لوزارة الصيد من أجل تخزين الأسماك وبيعها فى السوق المحلية بكميات كبيرة، وتطوير النفاذ إليها.
(6) بناء سوق للماشية فى الولاية ومركز جهوي تابع لوزارة البيطرة من أجل مراقبة الثروة الحيوانية وتسييرها والتدخل أوقات الأزمات، ومراقبة الأمراض التى تظهر من وقت لآخر.
(7) بناء مركز للحماية المدنية وتجهيزه من أجل التدخل فى الأوقات الضرورية .
(8) بناء معهد اسلامى جهوى بأوكار من أجل دمج الشباب فى الحياة التربوية، وتحويل الصحراء القاحلة إلى أهم مزود لجامعة الإسلامية فى لعيون بالكفاءات العلمية، بدل استيراد الطلاب والأساتذة والإداريين من المناطق الأخرى.
(9) الإعلان عن اكتتاب جزئي فى الشرطة والحرس والدرك داخل الولاية من أجل فتح الباب أمام أبناء المنطقة لدخول الأسلاك العسكرية، وخصوصا قطاع الجنود بغية توفير فرص والمساهمة فى الجهود الوطنية المبذولة لحماية البلد والحوزة الترابية.
(10) بناء مدرسة للتدريب فى أنبيكت لحواش من أجل تعزيز البنية التحتية فيها، وتدريب الجنود فى مناطق صحراوية مشابهة للبيئة التى سيعملون فيها فى المستقبل، وتوزيع المنشآت العمومية بشكل عادل داخل البلد.
(11) تأسيس خط مياه عابر للصحراء الواقعة بين "ولاته" شرقا و"تامشكط" غربا "وتيشيت" شمالا، واعوينات أزبل جنوبا، من خلال حفر 10 آبار ارتوازية بينها مسافة متقاربة 100 كلم تقريبا، بغية توفير المياه فى المنطقة ، وتوطين الثروة الحيوانية فيها عن أدغال مالى والمخاطر القائمة كل عام.