قبل أسبوع من اليوم خطب الرئيس محمد ولد عبد العزيز أمام حشود المواطنين في ساحة "الخطاب" بمدينة النعمة بينما تابع بقية الموطنين الخطاب عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة وعبر وسائط التواصل الاجتماعي، استمع الجميع رغم اختلاف مشاربهم ومستويات اهتمامهم إلى الخطاب بتمعن كبير، لكنه من الملاحظ أن استماع المعارضة كان أكثر نشاطا من استماع الموالاة بدليل أنه وقبل انتهاء الخطاب بدأ المعارضون يعلقون عبر وسائط التواصل الاجتماعي على فحوى ومضمون الخطاب، وانقسموا في تعاليقهم إلى قسمين.
أول القسمين مثقفوا المعارضة الذين بادروا في التعليق إذ كتب احدهم مقالا في اليوم الذي عقب الخطاب ركز فيه على محاولة انتقاد الخطاب بأنه خطاب من المستوى الابتدائي حسابا ولغةً جمع فيه الرئيس وضرب وقسم وطرح وأبدل فيه الحروف الهجائية بعضها ببعض، ومع انه لم يورد أي مأخذ جوهري أو ضمني على الخطاب رغم حرصه الشديد على إبراز ابسط المآخذ عليه.
ثاني القسمين القادة السياسيون للمعارضة ألج وألد خصوم فخامة الرئيس الذين استمعوا بعناية للخطاب ونظروا بين سطوره، ثم فكروا وقدروا حتى أحرجهم تأخرهم في التعليق وبعد أن انقسموا أيضا في طريقة الرد عليه قدموا أكثرهم خبرة وأفصحهم خطابا فخرج غير موفق في إبراز أبسط مأخذ جوهري أو ضمني على الخطاب رغم حرصه الشديد على ذلك فأضطر اضطرارا إلى تحريف بعض عبارات الخطاب ضاربا عرض الحائط باللحمة الوطنية ومكتسبات الوطن مغامرا بأمن أمتنا ووحدتها في سبيل التغرير بأتباعه إشباعا للرغبات الخاصة والمصالح الشخصية لقادة المعارضة، بينما توعد آخر باقتحام القصر الرئاسي متناسيا أن" أحلى شيء هو ريق العافية"، وطالعنا ثالث بتلوين الخطوط بالأحمر والأسود ... جهلا منه بأننا لا نعرف من الألوان إلا لون الاعتدال والتقدم والازدهار ولا نسلك من الخطوط إلا الخط الذي يختاره الشعب لنفسه.
والحقيقة أن خطاب النعمة كان خطابا:
هذا وقد تمحور حول أربعة نقاط أساسية هي:
محمدن ولد منيرا